ماضي مشرف و حاضر مؤسف ومستقبل مجهول

من يتتبع تاريخ نادي المنصورة العريق ..سيجد ان التاريخ يعيد نفسه مع الاسماعيلي في ظل مجلس ادارة النادي الحالي ..نفس
الاحداث و تتلخص في ماضي مشرف و حاضر مؤسف و مستقبل مجهول
و لا نريد ان نخوض كثيرا في تاريخ نادي المنصورة و اندية اخري سارت علي نفس الموال مثل الترسانة و الاوليمبي و غيرها من الاندية الجماهيرية الكبيرة التي أختفت من الأضواء بسبب سوء إدارة مجالس إداراتها و عدم قدرتها علي المتغييرات علي الساحة الكروية التنظيمية
و واقع الاسماعيلي يقول ان التاريخ القريب للنادي قد واجه صعوبات كثيرة و لكنه استطاع ان يتغلب عليها او علي الاقل استطاع التعامل معها و حافظ علي مكانته كنادي جماهيري كبير و مازال يحافظ علي موقعه - رقميا و فنيا - و هو النادي الثالث جماهيريا في مصر
و رغم فارق البطولات الكبير بين الاسماعيلي و ناديا الزمالك و الاهلي و بين النادي الاسماعيلي ,, مازال الاسماعيلي هو الضلع الثالث في الكرة المصرية و تحتل لقاءات الاسماعيلي مع الاهلي و الزمالك , اهتمام جماهيري و اعلامي كبير و تعتبر تلك اللقاءات من ديربي الكرة المصرية علي تاريخ الدوري المصري منذ بدايته في موسم 48/49
و لكن لسوء الحظ تولي مجلس ادارة النادي الحالي برئاسة السيد محمد ابو السعود ادارة النادي الاسماعيلي منذ سبتمبر 2012 و هو مجلس ادارة منتخب من الجمعية العمومية و احيط بالمجلس علامات استفهام كبيرة في التحالف بين جماعة السيد محمدابو السعود المرشح لرئاسة الاسماعيلي و اطراف تابعة لجماعية العثمانيين و المقولة الخادعة - جنية بجنيه .. و لكن سرعان ما دبت الخلافات بين ابو السعود و اعضاء جبهة العثمانيين في الادارة و انتهت برحيل نائب رئيس النادي و عضوين من اعضاء المجلس و اقالة عضو أخر و اصبح المجلس مهلهلا بلا اي شخصية و خاصة باقي الاعضاء الذين استمروا في المجلس و هو أضعف الاعضاء من الاصل من ناحية الكفاءة و الجراءة و القدرة علي العمل الاداري السليم - بل استسلم معظم الاعضاء المستمرين الي مصالحهم الخاصة و استثمار تواجدهم في المجلس في التواجد الاعلامي و التصريحات الفارغة - بينما فائدتهم لمجلس الادارة كانت و لازالت = صفر
و كانت الفرصة سانحة للغاية للسيد محمد ابو السعود ليفرض ديكتاتوريته علي الجميع داخل المجلس و جعل من اعضاء مجلس الادارة المستمرين , مجرد اشباح لا فائدة منهم و حتي نجله السيد حسين ابو السعود لا تعرف ما هي مهامه و متي و كيف يمارسها و مع انه يسمي المشرف علي فريق الكرة !!!!
السيد محمد ابو السعود تولي رئاسة الاسماعيلي وسط تصريحات اعلامية رنانة من مشاريع عملاقة مثل خط الدراويش و الهايبر ماركت و النادي الاسماعيلي الجديد في ارض النخيل و جمع ما سيحققه من ملايين ستدخل خزينة النادي ستصل الي 110 مليون جنيه في عامين !!! و خرج الاسماعيلي من كل تلك الوعود الخادعة بمدينوية الي شركة اتصالات بمبلغ 80 الف جنيه و هذا عائد الي عدم قانونية او شرعية او احترافية فكر ابو السعود من البداية و ان كل ما قاله كان مجرد احلام لم يدعمها العلم او الدراسة - بل زاد علي ذلك باعتماده علي اهل الولاء و الطاعة بعيدا عن اية خبرات لازمة لكي يبدء بتنفيذ احلامه و ينول شرف المحاولة و حتي ان فشلت !!! و لكن ابو السعود كان دائما يبحث عن الديكتاتورية و الاعلام و السيطرة علي كل شئ
و لم يتوقف ابو السعود عند سيطرته الكاملة علي المجلس - انما اضطر بسبب تواجده المستمر خارج البلاد - الي الاستعانة بالمقربين منه او من هم علي توافق معهم - لكي يحلوا محل اعضاء المجلس و يديروا النادي في غيابه بشكل كامل و منح اولئك المجموعة صلاحيات مذهلة في كل الامور المحيطة بالنادي و لكن كالعادة تم الاهتمام بادارة شئون القدم و رغم الفشل الواضح في كل الامور التي تتصل بكرة القدم , سواء بالفريق الاول و نتائجه و ترتيبه بجدول المسابقة في اخر موسمين للدوري العام و الابتعاد عن المشاركات الافريقية و الخروج المبكر من بطولات كاس مصر و سوء نتائج قطاع الناشئين و فراغ النجوم الصاعدة ... تجد ابو السعود يجدد الثقة في المجموعة القريبة منه بشكل مبهم غير مفهوم و تتصاعد الصلاحيات و المسئوليت لتلك المجموعة بلا سبب معلن .. و لزيادة المعارضة لما يجري في النادي الاسماعيلي ,,, اصبحت هناك لجان تابعه لابو السعود علي صفحات التواصل الاجتماعي لمهاجمة كل من يفكر في المعارضة و تقوم تلك اللجان بمحاولات تشويه اي فرد يحاول الاعتراض علي اي شئ و تستمر اللجان في عملها البذئ بشكل ساذج و مفضوح
و لم يتوقف ابو السعود عند تشكيل تلك اللجان الالكترونية التابعة له و اغداق الاموال عليها - انما ذهب الي اقامة الدعاوي و القضايا و عمل بلاغات الي النائب العام ضد عدد من المعارضين لسياسة اداراته للنادي و وصل الامر بابو السعود الي شكاوي كيدية لا تعتمد الا علي الاكاذيب و البهتان و نجح في حبس احد مشجعي النادي الشهيرين لمجرد انه وقف في مسيرة احتجاجية ضده و قام برفع دعوي قضائية ضد احد معارضية متهما اياه انه تابع لجماعة الاخوان الارهابية و انه يتلقي دعما ماليا من جهات جانبية !!!
و ايضا قام ابو السعود باجراءات فاشلة لشطب ثلاثة اعضاء من الجمعية العمومية و حشد كل قواه من اداريين باعوا ضمائرهم لانهاء اجراءات شطب عضوية ثلاثة اعضاء و صدر قرار بالفعل من مجلس ادارة المغارة بذلك - و ذلك قبل ان يتلقي صفعة قوية من وزير الشباب و الرياضة بالغاء قرار مجلس ادارة ابو السعود و الغريب ان نفس الاداريين الذين باعوا ضمائرهم مازالوا يحاولون الالتفاف حول قرار الوزير بشكل مضحك تماما
و لم ينسي ابو السعود ان يصنع تكتل خاص به بالجمعية العمومية و قام بعمل حوالي 2500 عضوية تابعين له و للمقربين منه و من خلال تمويل داخلي من مديونية ابو السعود علي النادي و التي ساهم بها في السنة الاولي من تواجده بالمسئولية و اصبحت كارنيهات عضوية الاسماعيلي توزع علي القهاوي بالاسماعيلية في منظر مسئ تماما للنادي و جماهيرة
و بخصوص الظهور الفضائي و الاعلامي كان لابو السعود نصيب كبير غير مسبوق و بشكل ساذج تماما يسيئ له شخصيا - قبل ان يسيئ الي منصب رئيس النادي العريق و المحترم و كان اخرها لقاءه علي القناة الرابعة في 15 يناير 2016 و كان لقاءا متوترا و عصبيا و سئ للغاية و شهد انسحاب رئيس الاسماعيلي علي الهواء في نهاية مؤسفة للغاية و اساءت كثيرا الي منصب رئيس الاسماعيلي بشكل كبير
و ارتفعت مديونيات النادي لعدة جهات الي 400% مقارنة ببداية عهد مجلس ابو السعود و غرق النادي في قضايا من الجهات الحكومية و في الاتحاد المصري لكرة القدم و في الاتحاد الدولي لكرة القدم و هناك قضية في الفيفا لصالح نادي دريمز تطالب ابو السعود بمبلغ 600 الف دولار عن مستحقات النادي الغاني عن صفقة بيع اللاعب جون انطواي الي نادي الشباب السعودي و الذي لم يسدد الدفعة الاخيرة بمبلغ 550 الف دولار و ان وصلت تلك القضية الي لجنة العقوبات سيخصم من الاسماعيلي 6 او 12 نقطة من الفريق الاول و ربما يحصل الاسماعيلي علي عقوبة الهبوط الي دوري المظاليم بسبب السيرة السيئة للاسماعيلي في اروقة الفيفا
و في وسط كل تلك المواقف السابقة - لم يجد ابو السعود الوقت لكي يهتم بشئون النادي بشكل كافي بسبب سفره الدائم و اعتماده علي المقربين منه و الموالين له و بعيدا عن اصحاب الخبرات و الكفاءة و العلم .. و انعكس كل ذلك علي نتائج فريق كرة القدم الذي تولي قيادته 8 مديرين فنيين خلال اخر ثلاث مواسم و انفرط عقد الفريق بعدما باع ابو السعود لاعبين بقيمة 27 مليون جنيه و لم يدعم الفريق الا بلاعبين بمبلغ 6 مليون جنيه علي موسمين .. و مع تبدل المديرين الفنيين و الفارق الواضح بين مستوي اللاعبين السابقين و الحاليين ,, انهارت نتائج فريق كرة القدم و وصل في ترتيبه الي المركز الـ 11 بجدول الدوري الممتاز و قبل نهاية الدور الاول و هذا مخالف لطبيعة الاسماعيلي في المواسم السابقة و الخوف ان يستمر الاسماعيلي في موقفه و ترتيبه الصعب و هو الاقرب للحقيقة بسبب خلو الفريق من اية كفاءات او قدرات خاصة و اصبح حلم ابو السعود و شركاه ان يظل الاسماعيلي في مركزه الحالي و ان لا يدخل في دوامة الهبوط الي دوري المظاليم !!!!
كل ما سبق يوضح ان الاسماعيلي قد دخل في مرحلة الهدم و الدمار الداخلي من خلال مجلس ادارته نفسها و رئيسه و التابعين له و هي مرحلة لم تتواجد في النادي الا من خلال مجلس السيد محمد ابو السعود و هو يكرر ما فعله بالنادي يوم تولي رئاسة الاسماعيلي بالوكالة في نوفمبر 1996 و لكن باسلوب اكثر دمارا و اسرع تأثيرا و خاصة ان الامور المحيطة بالنادي و الضارة به قد اصبحت اكثر توحشا و كان الاسماعيلي من قبل يعتمد علي تمساك جماهيره و هيئته الداخلية في مواجهة العواصف الخارجية .. لكن بالوقت الحالي اصبح الاسماعيلي ضعيفا تماما و لن يقدر علي مواجهة اية صعوبات او تحديات خارجية - بعدما تصاعدت المديونات بشكل رهيب و ضاعت ملامح كرة القدم و انقسمت جماهيره بشكل غير مسبوق و لا يوجد أمل في اي شئ الا من خلال دعوات الجماهير ... و تترجي الستر فيما هو قادم من رب العالمين