عن أى حب نتحدث فى مبارة كرة قدم

بقلم د.جمال ثروت ....هل حب الرياضة ؟ هل حب اللعيبة لبعضها البعض ، هل حب المشاهدة للمباريات
فما يحيرنى ويحير كل إسماعيلاوى ، عن أى حب نتحدث به كمفهوم يختزل فى مبارة كرة قدم ؟ ما أعرفة أن مشاهدة كرة القدم من أجل الترفيه والترويح عن عناء المعيشة التى يمر بها شعب مصر الكادح لمواجهة غول الأحوال الإقتصادية المرهقة والتى يفرج عن نفسه فيها من خلال ممارسة الرياضة أو مشاهدتها ، أما حب مصر فيستحيل أن يختزل فى مباراة كرة قدم إنحصرت بين الأهلى والاسماعيلى ، حب مصر يا سادة مفوم أكبر وأعمق من مباراة كرة قدم ، فمصر شعباً منذ أيام الفراعنه وله حبه وعطائه لمصر وموثق عبر التاريخ ، لا يصح أن يختزل حبه وقياسه بمباراة كرة قدم .
حب مصر هو كيف نستطيع أن ننهض وننتج بدلاً من أن نستهلك ونستهلك فقط مثل البحث عن إمتلاك المستورد بالفول اوبشن ، حب مصر أن تصحوا الضمائر وكل يحسن ويتقن عمله بما يرضى الله ويرضيه ، حب مصر أن يساهم كل فرد فى بناء وطنه حسب مجاله ويعى مفهوم المواطنة الحقيقية ، حب مصر ليس بالشعارات الجوفاء ولكن بالأفعال والنتائج الملموسة ، حب مصر أن يلفظ شعبها أى فساد ومفسدين على أرضه يؤثر على حياته كلها ، حب مصر فى بناء الصروح الصناعية والتكنولوجية لمنافسة السوق العالمى لكى يعود بالخير على مصر وشعب مصر ، ولك أن ترى الصين وماليزيا وغيرها من النمور الصاعدة الواعدة كيف يطبق فيها الحب الحقيقى للوصول لمنافسة العالم كله لتحسين حياتها ومعيشتها وصولاً للرفاهية بخطى وثابة ، حب مصر ليس له قالب يعطينا معنى مصمت ويختزل فى مباراة كرة قدم .
وما يشجيك إندهاشاً أن ترى إدارة الإسماعيلى وقد نسيت أو تناست وتركت أعباء عملها وواجباتها تجاه المؤسسة التى يديرونها ، وإندمجت وتفرغت للمشاركة فى ( يوم فى حب مصر ) وأغفلت فى نفس الوقت واجباتها والمضامين الأساسية تجاه النادى الإسماعيلى ، كان من باب أولى الإهتمام بالمنافسات وترتيب أوراق النادى الإسماعيلى والفريق وحل مشاكله من أجل تحسين أوضاعه للمنافسات القادمة ولو بإجتماعات على هذا الشكل وبهذا الحجم الذى شاهدناه فى حب مصر ، من أجل النادى ومشاكل النادى المزمنه ، بما فيها منافسة النادى الأهلى وغير الأهلى وفى كل المباريات ، ولنترك المبادرات لأصحابها ومريديها يفعلوا كما يشاءون ولا هى تماحيك ؟؟ فما الفارق بين مبارة الأهلى وأى مباراة مع أى فريق آخرسوى حصد الثلاث نقاط أليس هذا هو الهدف الرئيسى من أى مباراة .
نتمنى أن ترجع اللعبة الشعبية الأولى فى مصر لأصولها ومفاهيمها الرياضية الصحيحة بوجه عام ومفاهيمها الأصيلة فى الإسماعيلية بوجه خاص ، وفك الإشتباك بين السياسة والرياضة ، لأنه وضع غير سليم وغير مريح ونتائجه سلبية على المفهوم الرياضى العام لدرجة تجعلنا ملوك الصفر الكبير الذى نحصل عليه بإستمرار بسبب تشابك المفاهيم من أجل أغرض مختلفة عن الواقع والغرض الرئيسى لها فى الأصل ، وأكتفى بهذا القدر وإلى الملتقى ، مع وافر تحياتى وتقديرى للجميع