الناظر الديكتاتور .. و نهاية شجرة الدر

لا أحد يستطيع ان يحدد ما كان يدور في جمجمة المهندس ابراهيم
عثمان , و إصراره من تعيين الكابتن أشرف خضر ( بدون مسمي او مهام ) في الجهاز المعاون للبوسني دراجان بيوفيتش .
لكن من يدقق في كافة الامور . سيتأكد ان نهاية الناظر عثمان في النادي الاسماعيلي ستكون قريبة جدا من نهاية السلطانة شجرة الدر. كما صورتها الاعمال الدرامية في السينما المصرية
و نعود الي 20 يناير و عندما تم إبلاغ المهندس ابراهيم عثمان و عبر شقيقه المهندس محمود عثمان و من شخصية كبيرة نافذة برسالة قوية و مباشرة : إبعد أخوك عن النادي الاسماعيلي و تولي بنفسك احوال النادي و الا سيكون هناك تصرف أخر
و كان ذلك بعد ان ظهر امام الجميع مدي فشل المهندس ابراهيم عثمان في إدارة النادي الاسماعيلي و كاد يصل بالنادي الي الحضيض و كان اخر اثارها خروج مظاهرات بالاسماعيلية تطالب برحيل ابراهيم عثمان و مجلسه و عقب خروج الفريق بطريقة مهينة من البطولة العربية و كانت هناك اشتباكات بين قوات الامن و المتظاهرين بشكل غير مقبول علي الاطلاق من القيادة السياسية للبلاد و في نفس الوقت إستغلت الجهات الاعلامية المعادية لمصر تلك المظاهرات في مهاجمة الدولة المصرية و قيادتها و خاصة ان المظاهرات حدثت في يناير علي وجه الخصوص.
و الحقيقة ان ابراهيم عثمان قد إلتزم الصمت و إنزوي تماما لفترة ما . و احاطت الشكوك بمدي قدرة ابراهيم عثمان علي الصبر و تمالك اعصابه بقبول ما تقرر له و عليه
خلال تلك الايام تم تشكيل لجنة فنية لادارة شئون كرة القدم من الكابتن علي ابو جريشة و الكابتن عماد سليمان و المهندس مدحت الورداني .. و لم يكن تشكيل اللجنة شئ هين و بسيط بسبب معرفة طباع المهندس ابراهيم عثمان و ان له جواسيس و عملاء داخل النادي .. و لكن كانت الوعود من المهندس محمود عثمان , ان كل شئ سيكون علي ما يرام و ان هناك ( كنترول و خطوط ) لن يستطيع الناظر عثمان ان يتخطاها و هناك ضمانات من الشخصية الاسماعلاوية الكبيرة بخصوص ذلك
و مع ذلك تأخرت اللجنة في تنظيم نفسها و البدء في اعمال الانقاذ لفريق كرة القدم للنادي و كادت الامور ان تفلت من بين ايديها و خاصة لم يتبقي الا ايام معدودة علي غلق باب القيد الشتوي و اصلاح امور الفريق
و لكن كانت المفاجأة التي لم يجد لها تفسير و هي عودة الناظر عثمان الي الاعلام الصورة مرة اخري في 29 يناير ..اي بعد 9 ايام من قرار ( إبعد أخوك عن الاسماعيلي ) و ظهر الناظر عثمان بالموقع الرسمي للنادي و بكل وسائل الاعلام و هو يتعاقد مع المدير الفني البوسني دراجان يوفيتش في صورة سببت البؤس و الكأبة و الألم لكل من شاهدها
و بتفسير اضطراري خجول ,,, قيل ان التعاقد مع البوسني يوفيتش كان لابد ان يحدث مع رئيس النادي و صاحب التوقيع المعتمد اداريا و لان التعاقد عليه التزامات مالية و لابد ان يوقع فقط رئيس النادي دون غيره
و كشف الناظر عثمان بنفسه عن عوار كيفية و تطبيق إبعاده عن النادي من الناحية الادارية
و خاصة ان ان فكرة التعاقد مع مدير فني أجنبي كانت مستبعدة من اللجنة الفنية ...من الاساس !!!!!!
و بذلك قامت اللجنة الفنية ( برمي الفوطة ) مبكرا و اتاحت الفرصة لعملاء وجواسيس ابراهيم عثمان للعودة و بقوة داخل النادي الاسماعيلي للتحكم في كل شئ و حتي ان قررنا ان ( رمي الفوطة ) كان لفترة حدث بعدها تاكيدات ان تدخل الناظر عثمان كان شئ محدود و بحكم انه صاحب التوقيع و الختم ..فقط لا غير .
و خاصة انه لم يقدر شقيق الناظر عثمان – سواء الصغير او الكبير – ان يتحدث من الاصل عن موضوع التوقيع و الختم مع الشقيق الذي سبب لعنات و سباب لم يحدث للعائلة العثمانية طوال تاريخها !!!!
و بالفعل ظهر ان عوار تطبيق ابعاد الناظر عثمان عن سلطاته ما هو الا موضوع ملئ بالثغرات و من خلال أمور عديدة, ظهر فيها عناد و صلف الناظر عثمان و لو من خلف الستار و تصدر المشهد احد اعضاء مجلس الادارة و ظهر بكثافة و في كل مكان بالنادي و الذي لم يترك صغيرة و لا كبيرة .. الا و تكون في أذن الناظر عثمان في التو و اللحظة
و تحملت اللجنة الفنية او يمكن القول ان اللجنة الفنية ( فوتت ) مواقف كثيرة و معطلة لاي اعمال تفيد النادي و الفريق و لكنها تظهر بوضوح , ان الصدام لابد قادم بين الناظر عثمان و بين اللجنة الفنية و بصورة درامية حاسمة - فقط ينتظر الناظر الوقت المناسب
و الحقيقة ان ارتفاع مستوي اداء الفريق ( وليس النتائج ) .. سبب طمعا كبيرا للناظر عثمان في كسر و تدمير اللجنة الفنية .. و ساعد ذلك ظهور اصوات قبيحة و شاذة .. تسخر من رئيس اللجنة الفنية و دموعه .. ولكن كان وقوف جماهير الاسماعيلي وقفة ممتازة لصحفي عميل يبيع قلمه لمن يدفع له ... ثم كانت توصية بخروج احد نجوم الاسماعيلي بتحليل مندفع غير منظم و ظهر انه مرتب له استدرجه من اجل التشكيك في جدوي تواجد اللجنة الفنية من الاساس و تم استخدام تسريبات بمبالغ خرافية يحصل عليها اعضاء اللجنة الفنية و مقابل غير ذات فائدة و ايضا اشد المحبين للنجم المعتزل كان لا يمكن الا ان يوجه النقد اليه و خاصة ان الوقت غير مناسب و يخدم اعداء لتواجد اللجنة من البداية ...و اصبح النجم المعتزل في جبهة واحدة مع الصحفي العميل و من وراءه من شخصيات كريهة
و في المجمل العام احيط باللجنة الفنية اجواء غير صحية علي الاطلاق و تساعد علي ظهور ( لعبة الموت و الاخيرة ) للناظر عثمان و لانه ديكتاتور حوله افراد تضرروا كثيرا من اختفاء عثمان من الصورة و ليس من مصلحتهم استمرار تعطيل مصالحهم و توقف المكاسب التي حصلوا عليها في غفلة من الزمن
و فوجئ جمهور الاسماعيلي بقرار تكليف الكابتن اشرف خضر الي الجهاز التدريبي للفريق الاول بالنادي و دون مسمي او وظيفة محددة ... و من يقرأ القرار الذي نشر في الموقع الرسمي للنادي الاسماعيلي .. يعلم تماما ان الغرض من القرار كله .. هو السطر الاول منه
( قرر المهندس ابراهيم عثمان رئيس مجلس إدارة النادى الاسماعيلي ، المشرف العام على قطاع الكرة ضم الكابتن أشرف خضر للجهاز الفني الحالى بقيادة البوسني دراجان يوفيتش ).
و هو يعني ان الناظر عثمان هو الرئيس و هو المشرف ... و هو كل شئ ... و الباقي مجرد مناظر يحصلون علي 400 الف جنيه شهريا
و اصل الموضوع غريب و عجيب .. كانت اللجنة تريد اشرف خضر في الجهاز الفني من البداية . لكن الناظر عثمان رفض في فترة سابقة .. بلا مبرر
و لكن الناظر عثمان – يجتمع مع شقيقة الاصغر و يتم الإتفاق علي تعيين اشرف خضر بالجهاز الفني و لا احد يفهم لماذا و كيف كان الاقتراح و كيف وافق المهندس احمد عثمان .. و ينشر الخبر لكسر اللجنة الفنية و احرجها امام الجماهير .. و التي ولابد ان تعلن استقالتها علي القرار العشوائي الذي تم دون استشارتها
و عندما راجع المهندس احمد عثمان شقيقه بردة فعل الشارع الاسماعلاوي و اللجنة الفنية .. هاج و ماج الناظر عثمان و طلب من شقيقه النائب .. عدم دخول النادي و انه شخصيا سيذهب للنادي غدا و ان خلاص مفيش لجنة ّ!!!!
و يتصور الناظر عثمان ان عودته مع سهولة مباراة الفريق مع طلائع الجيش و ان الفريق سيفوز و حتي يقول : رجعت و رجع معايا الانتصارات .
و بطبيعة الديكتاتور – لابد ان ينسي البدايات و المحاذير التي اوصلت الامور الي ما هي عليه – و لا يتوقع الديكتاتور و لا يري الا ما يريده فقط و كأن الاخرين بلا فائدة علي الاطلاق و حتي أكابر الشخصيات التي أصدرت اوامر او قرارات و التي يعتقد الديكتاتور انها اسقطت بالتقادم
الموقف اصبح الأن ..واضحا للجميع و هو الصراع بين الديكتاتور و اصحاب القرار من البداية - فقط يحتاج الوقت ليصل الي الذروة
الجميع ينتظر و يترقب و الاتصالات لا تنقطع بين كل الاطراف
و لكن الاكيد ان النهاية للديكتاتور ... لن تختلف عن نهاية السلطانة شجرة الدر و بالقباقيب و ختامه زفت .