حكاوي نجوم الدراويش و عظمة الاسماعيلي

عندما كان الصبي الصغير محمد مرسي حسين ( رضا ) يقف وراء حارس مرمي فريق شارع الفن و معه بعض الصبية الصغار ..
و ذلك لتشجيع فريق شارعهم امام فريق شارع فاروق ... و كان ايضا العديد من الصبية الصغار
و الذين كان يتزعمهم الصبي سيد عبد المنعم العربي
فريق شارع الفن كان يضم عربي الروبي (والد حمادة الرومي ) و الكوتي و السحلوبي و فرق شارع فاروق مكون من بسكت و علي البيك و سيد عبد العال و موريس جاد الله و محمد عبد المنعم ( شقيق العربي ) .. و كان الصبية من وراء المرميين يحرصون علي سرعة احضار الكرة و اعادتها الي حارس المرمي و يستمرون في التشجيع – كل لفريقه .. حتي تحدث ( العركة ) المعتادة لتنهي كل مباراة .. و بعد هدوء الامور . تقام مباراة ترفيهية بين صبيان الشارعين بكرة التنس الصغيرة
و كان التحدي بين الصبيين الصغيرين العربي و رضا بشكل خاص و بعد الاستيقاظ مبكرا و النزول الي الشارع في ( تنطيط الكرة ) و لعب الكرة بشكل خاص بالتمرير السريع الي الحائط و عدم فقدان الكرة و هي مسابقة تشبه لعبة الاسكواش في ردة فعل اللاعب مع سرعة الكرة صار العربي و رضا و معهما شقيقي رضا الصبيان فاروق و محمود هما احرف من مارس لعب كرة التنس بالقدم
و تم تشكيل فريق من الحريفة يحرس مرماه بحبح و يضم شحته و مصطفي درويش و فاروق تويج و احمد طغيان و سيد فرج و كان يفوز و يفوز علي اي فريق الا فريق العربي و رضا و فاورق و محمود مرسي و كان تبادل الفوز بين الفريقين
لدرجة ان تولي محمد عبد الهادي تنظيم مباريات استعراضية يلعب رضا مع العربي و شقيقيه او يكون فريق ضدهما و كان الضيف احيانا الصبي شحتة الذي كان لا يحب اللعب بالشوارع رغم نبوغه المبكر
حتي كان فريق مدرسة فاروق بقيادة الكابتن علي عمر مدرب اشبال الاسماعيلي فيما بعد و كان اعضاء الفريق محمد عبد المنعم و العربي و علي البيك و احمد طغيان و صلاح خلة و توفيق عطيه و فتحي ابو زيد من فايد
و لعب فريق مدرسة فاروق امام مدرسة العصفوري مباراة تاريخية و يتقدم الفريق البورسعيدي بهدفين و لكن بنزول العربي يحرز هدفين و علي البيك هدف ثالث لتفوز مدرسة فاروق بثلاثة اهداف مقابل هدفين
و كان فريق العربي او مدرسة فاروق له خصم عنيد هو فريق مدرسة الامير التي يلعب لها رضا و ايضا مدرسة فؤاد الذي كان يضم شحته و خليل سامبو
لكن في فترة الاستعمار و حظر التجول تم تشكيل فريق واحد للذهاب الي البر الثاني ( البهتيني ) بالمعدية و التنافس مع فريقها الذي كان يضم محمد عبد الهادي و سيد بوم و سيد عطيه و عبد السميع و نعيم رضوان و ابراهيم و بديع و ابو علي
و صار لفرقة العربي و رضا امال كبيرة ظهرت عند الفرجة علي فريق الاسماعيلي الذي كان يضم الحارس الجريجي يانجو و صلاح ابو جريشة و السوداني خضر و علي حسين و علي عمر و سيد ابو جريشة و انور الشريف و فكري راجح و بالو و دميان و فتحي نافع و كانت المشكلة امام الصبية الحالمين برؤية نجوم الدراويش مبلغ خمسة قروش التي يتم تجميعها من كل الصبية و كان يتحايلون علي منظم الابواب للدخول للمجموعة بتذكرة واحدة
و كانت الفرصة الذهبية عندما اعلن عن تكوين فرقة ناشئين للنادي لاول مرة عام 1953 بادارة الكابتن علي عمر و تقدم للاختبارات رضا و شحته و خليل سامبو و علي البيك بدوي عبد الفتاح و فاروق تويج و العربي .. و كان اهم طلب للناشئين بعدما تم قبولهم ..هو الحصول علي كارنية لدخول النادي مجانا لمشاهدة نجوم الدراويش الكبار
و رغم التحاق النجوم الصغار بالناي – الا ان استمر الاهتمام بمباريات الشوارع كانت و مازالت الاصل و استمرت بعد الخروج من التمرين و المباريات و اس تمر مهرجانات و سيرك الاسماعيلية في شوارعها
و كان الاسماعيلي ليس له اي دخل مالي الا ايراد المباريات المحدود للغاية .. و كان النجوم الصغار يشاهدون السيد مرتضي مرسي و هو يوزع راتبه من مصلحة الشهر العقاري في اول كل شهر .. علي لاعبي الفريق و يذهب عم مرتضي الي بيته و ليس في جيبه مليم واحد
و شاهد النجوم الصغار مسئولي النادي و حرصهم علي تعيين اللاعبين في بعض المصالح الحكومية ( ظهورات ) في البلدية و الري و غيرها
و ولد كل ما سبق شعورا خاص للنجوم الصغار بمعني المسئولية للنادي و القناعة و الانتماء الخالص للاسماعيلي و الاسماعيلية و ترابها و تاريخها
لدرجة ان عرايشية العبيد عندما تعرضت الي الاعتداء من قوات الاحتلال و استشهد 30 اسماعلاويا و انحاز لاهل العريشية قوات الشرطة و خرجت نعوش الشهداء و من يومها اطلق علي العرايشية : عرايشية الشهداء و انتقلت مباريات النادي الي ملعب المختلط بمنشية الشهداء بعيدا عن الجانب الذي يسيطر عليه قوات الاحتلال الانجليزي و اقيمت مباراة استعراضة باسم الشهداء و تالق فيها العربي و شحتة و رضا و رجب و ابو الحاج و حودة ليستون و سليمان لافي و غيرهم
و تم تشكيل فريق للناشئبن في نادي القناة و تم تنظيم دوري للناشئين بالاسماعيلي و القناة و انديه اخري و لكن الريادة كانت للقناة و الاسماعيلي بطبيعة الحال
و اصدر السيد سليمان بك عيد رئيس النادي قرارا باصطحاب اثنين من الناشئين للعب في الفريق الاول لازالة الرهبة من نفوس الناشئين للعب خارج الاسماعيلية
و حدث تنافس كبير علي ثلاثة جنيهات تقسم منافسة بين الناشئين .. و كان الاروع و الابرز رضا و شحتة و العربي و خليل سامبو
و كانت الفرصة الكبري لاكثر لاعب كان يحلم باللعب مع الفريق الاول هو الناشئ رضا . و جاءت له فعلا الفرصة عندما تغيب احد اللاعبين الاساسيين و فوجئ رضا بطلب من الكابتن علي عمر بان يرتدي الملابس الخاصة للعب بجوار كابتن الفريق سيد ابو جريشة .و فتحي نافع و صلاح ابو جريشة و سليمان لافي وغيرهم من النجوم
و ارتدي رضا ملابس الفريق و لكنه فوجئ بالكابتن سيد ابو جريشة رفض مشاركة رضا و ساله من سمح له بذلك .. و اختار ابو جريشة الناشئ شحتة و الذي كان اول الناشئين البارزين ... لعبا مع الفريق الاول موسم 55-66
و استمر تجربة اصطحاب الناشئين مع الفريق الاول حتي جاء موسم الانتقالات موسم 57-58 و الذي اعطي للاعبين الحق في ترك انديتهم بدون استغناء و كان مبرر اتحاد الكرة هو رفع مستوي اللاعبين ماليا و اجتماعيا – بينما كانت النتيجة او المقصد من الاصل هو تفريغ اندية الاقاليم من نجومها .. و هو ما حدث بالفعل و كان الاسماعيلي هو الضحية ....!!!!!
نتابع في الجزء الثاني
تابعونا علي موقع اسماعيلي اس سي