الأسطورة رضا في المنتخب .. و أتعلم يا سولية

كان مدرب الفريق علي عمر مشفقا علي صغار فريق الدراويش في فترة الإعداد لموسم 57/58 و منهم النجم الموهوب رضا و رغم التشجيع المستمر
من مدرب الفريق الكابتن علي عمر لنجوم الفريق الصغار
و الذين تولوا مسئولية الفريق و ذلك بعد رحيل نجوم الفريق الكبار الي خارج النادي
و كان الفريق يضم ناشئيه الجدد رضا و شحتة و خليل سامبو و عطية احمد و فؤاد سعودي و سليمان لافي و معهم فكري راجح و انور ابو حديد و مصطفي يونس و علي حسين و المانش و علي منسي
و كان الاستعداد للموسم الجديد 57/58 مشوبا بالحذر من رحيل كبار الفريق و الذين قدموا موسما رائع و حصلوا علي المركز الثالث بموسم 56/57 و كان للاسماعيلي قوة و مهابة كبيرة
و كانت المباراة الاولي للدراويش الصغار في موسم 57/58 مع فريق الترسانة القوي و هجومها الصاروخي بقيادة حمدي عبد الفتاح هداف الموسم السابق و ستقام المباراة بين الترسانة و الاسماعيلي علي ملعب الاول في ميت عقبة
كانت المباراة في 25 اكتوبر 1957 و يحضرها كبار المسئولين علي المنتخب القومي برئاسة الكابتن مختار التتش
و تقدم الترسانة بهدفين للهداف حمدي عبد الفتاح في الشوط الاول و خشي الكابتن علي عمر من البداية الصعبة و طالب اللاعبين بين الشوطين الالتزام الدفاعي و اللعب علي المرتدة فقط , خوفا من زيادة الاهداف في مرمي الدراويش .. لكن كان صوت اللاعب الصغير رضا واضحا و قال ما تخافشي يا كابتن مش حنتغلب
و تقدم رضا و زملاءه في الشوط الثاني و امتلكوا الكرة في وسط ملعب الترسانة و مال رضا للعب ناحية الجناح الايمن و بالقرب من الجماهير التي كانت تستمع بالمهارات العالية في التمرير و المراوغة في أضيق المساحات و استطاع عمل تمريرة برازيلية تصدي لها فكري راجح و أحرز هدفا جميلا
و قبل نهاية المباراة بدقائق احتسب حكم اللقاء ضربة جزاء للاسماعيلي- تصدي لها الصاعد رضا و سجلها بطريقة فنية مبتكرة فريدة و انتهت المباراة بتعادل الاسماعيلي و الترسانة بهدفين لكل فريق
و في غرفة الملابس فوجئ اللاعب الصاعد رضا بالكابتن مختار التتش –يقترب منه و يقول له انه تم اختياره للعب في الفريق القومي و سيتم اصطحابه فورا الي معسكر الفريق في مصر الجديدة
اصيب اللاعب رضا بمشاعر متضاربة و قتها بين الثقة و الفرحة و رد بشكل تلقائي علي الكابتن الكبير مختار التتش قائلا : بس انا ما معييش هدوم
رد عليه الكابتن التتش و قال له ما تخافش حنتصرف
و يروي الكابتن فؤاد سعودي تلك الواقعة و هو يبتسم و كان حاضر دخول الاسطورة رضا الي منتخب مصر و ظل من بعد كلمات الكابتن التتش صامتا و لكن لا ينطق الا بالرد علي زملاءه بالفريق الذين التفوا حوله يهنئونه بدخول المنتخب
و يمكن القول ان اختيار رضا لم يكن مفاجاة لمن شاهد رضا يلعب كرة القدم في الشارع حتي لعب للفريق الاول للمرة الاولي في مارس 1957 امام طنطا في موسم 56/57 و لكن بدايته قوية حيث احرز هدفين من الثلاثة التي فاز بها الفريق 3-1
و راح رضا يتأكد من اسماء اللاعبين الكبار في المنتخب مثل نور الدالي و بدوي عبد الفتاح و الضظوي و ابو سريع و شريف الجندي و رفعت الفناجيلي و يكن حسين و صالح سليم و عادل هيكل
و كان كلما يعرف اسما – يزداد صمته و تعجبه و في نفس الوقت يزداد شوقا للتواجد جانب اولئك العمالقة
و ودع لاعبي الاسماعيلي زميلهم رضا و عادوا الي الاسماعيلية و ذهب رضا الي معسكر المنتخب العسكري و بدء الانضمام الي الفريق و وجد نفسه يلعب كجناح ايمن و هو مكانه المفضل و معه في الهجوم الضطوي و بدوي الفتاح و ابو سريع
و كانت المباراة الاولي للمنتخب امام ايطاليا و فاز منتخب مصر بهدفين علي منتخب ايطاليا القوي و العتيد و أحرز المركز الثالث بالبطولة العسكرية التي أقيمت في مدينة نابولي بايطاليا .. و بانتهاء اللقاء مع ايطاليا فوجئ الجميع بسقوط الصاعد رضا و هو يبكي علي الارض و ركض الجميع خوفا من ان يكون رضا تعرض للإصابة و لكن وجدوه يبكي بشدة و كأنه أراد ان يترجم في دقيقة واحدة كل المشاعر التي كان يختزنها من ساعة ما اخبره الكابتن الكبير مختار التتش باختياره في منتخب مصر
و من بعد تلك المباراة ظل الاسطورة رضا عنصرا أساسيا في المنتخبات المصرية بكافة انواعها العسكرية و الأهلية و الاولمبية حيث شارك في دورة روما الاولمبية في روما 1960 و لعب أساسيا امام بلغاريا و يوجوسلافيا في أغسطس 1960 و الدورة العربية بالمغرب 1961 و لعب للمنتخب القومي 30 مباراة دولية و شارك ايضا في دورة الامم الافريقية بغانا و بطولة العالم العسكرية 1964
ووينضم رضا للمنتخب الأول و الذي يلعب في مواجهة البرازيل بكامل نجومها بيليه و جليمر و سانتوس و دديدي وزاجاللو و ريفالينو و جرانشيا و الذي لعب عليه المدافع محمد رفاعي و الذي أطلقت عليه الصحافة الظهير الطائر الزاحف و لعب رضا مباراة عمره و سدد قذيفة ترتد من القائم الايمن بعد ان راوغ سانتوس بمهارة و تهتف الجماهير الخمسين ألف للأسطورة رضا
رغم خسارة المنتخب المصري بخمسة أهداف دون رد و في المباراة الثانية التي أقيمت بالإسكندرية و فازت البرازيل 3-1 و أحرز الهدف لمصر النجم نبيل نصير بينما أحرز الثلاثة أهداف – هاتريك – الجوهرة السوداء البرازيلي بيليه و كان كابتن منتخب مصر الاسماعلاوي سيد شارلي
و كان تألق رضا كهداف مع المنتخب القومي في التصفيات الاولمبية في مواجهة المنتخب التونسي في 16 فبراير 1960 و سجل رضا أول أهدافه في شباك تونس مفتتحا أهداف المصريين بالدقيقة 50 و فاز المنتخب المصري 3-1 و أحرز الهدفين النجم حمدي عبد الفتاح و عاد رضا ليسجل في نفس التصفيات في مواجهة السودان و فاز الفراعنة 3-0 و سجل الهدفين الأخيرين كل من حمدي عبد الفتاح و رفعت الفناجيلي كما سجل رضا في البطولة العربية ضد الكويت و فاز الفراعنة بثمانية أهداف نظيفة و سجل بنفس البطولة في المغرب و تعادل المنتخبان 2-2 و سجل لمصر الهدف الثاني طه إسماعيل و في موسم 63 سجل رضا هدفين في شباك الفريق النيجيري بالبطولة الإفريقية و شارك بالفوز الكبير 6-3 و أحرز الموهوب حسن الشاذلي أربعة أهداف في 24 نوفمبر 1963 و سجل رضا و الشاذلي هدفين المنتخب المصري في شبك السودان بنفس البطولة و انتهي اللقاء 2-2 و و سجل رضا و الشاذلي و طه إسماعيل بثلاثية في شباك منتخب أثيوبيا
و بعد العودة من الإصابة التي لحقت بالأسطورة رضا عاد للمشاركة مع المنتخب القومي موسم 65 و شارك في بطولة الألعاب الأفريقية و سجل هدفين في منتهي الروعة و شارك بفوز الفراعنة علي المنتخب الكيني 4-3 في مباراة عصيبة و كان الفريقان في اتجاههما الي التعادل إلا ان رضا اظهر مواهبه في المراوغة و انفرد بالحارس الكيني و أحرز هدف الفوز لمصر بالدقيقة الأخيرة من المباراة و سجل الهدفين الأخيرين حمادة أمام و فاروق السيد و سجل رضا هدف مصر الوحيد في مواجهة الفريق الأوغندي بنفس البطولة في 27 مارس 1965 في المباراة التي شهدت فكاهة تحكيمية وانتهت بخسارة مصر 5-1
و بعد ما روينا قصة دخول الاسطورة رضا الي معترك المنتخبات القومية
دعونا نشاهد صورة هذا الشاب المتأنق بأناقة الخمسينات و قبل مباراة الترسانة بأيام قليلة و يظهر رضا في الصورة بجانب علي البيك و خليل سامبو و احد أصدقائهم يسمي محمد الفكيهي
رحمة الله و مغفرته علي الأسطورة الاسماعلاوية ... رضا