عزائكم واجب وسعيكم مشكور

بقلم م.جمال عزيز ..في 18 نوفمبر 2009 توفيت إلي رحمة الله تعالي عزة وكرامة المحروسة
وأصبح تاريخها في ذمة الله لذا كان العزاء واجب!؟
معا إلي سرادق العزاء
بعد أحداث هذا اليوم المشئوم جلست كأي مواطن شريف غيور علي بلده وتتملكني
الحسرة والغيظ علي ما آلت إليه كرامة أمة بأكملها علي أيدي مجموعة من اللصوص
والمرتزقة والمأجورين ليس من الجزائريون فقط بل من داخل الوطن
وقد كانت جميع وسائل الإعلام المختلفة وبكامل ميولها تشجب وتدين وتندد وتتوعد
وقد شعرت أننا علي مشارف الحربة العالمية الثالثة ودقت لها الطبول وقد
تندلع من وقت لآخر وفي نفس الوقت كان بداخلي يقين بأن كل ما أشاهد وأسمع ليس
سوي فرقعة لا أكثر ولا أقل أو قل ((شيلوني من تحته أحسن أموته))
وتأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن شعبنا الذي عاصرته في أم المعارك 1973 أصبح
بلا وجود وتغير إلي شعب يجيد الحديث علي النت وسرعته وخيالاته قد تفوق
أفلام الرعب والترويع وكلها ((أكشن)) عشان المخرج عايز كده والبطل مات
رأيت شعبا يكتب بحرارة ويقرأ ويتلذذ بلا نتائج بل رأيت شعبا أصبحت حياته كوجبة
((تيك أوي)) فما أراه وأسمعه يؤكد بأننا كثيرون الكلام معدومي الفعل وعلي
مستوي مختلف المجالات وأصبح معدل الأداء لكل المنظومة دون الصفر ووجدت أثناء
هذه الفترة الجميع صال وجال سواء من مسئولين أو إعلاميون بمختلف صفاتهم وميولهم
بل تفنن كل منهم في كيفية شرح الموقف وملابساته وما نتج عنه وما يجب أن يكون
وذلك من خلال رؤاهم ووقتها راودني عقلي أن أشارك معهم بمكالمة تليفونية كي أعبر
عما بداخلي من ألم ولكني سرعان ما أيقنت أن اتصالي هذا أكبر خطأ كوني قد أساهم
في عزاء الكرامة وأبيت أن يحدث هذا وتماسكت أكثر من مرة
وكما توقعت أن هذا الشعب والمأجورين عليه قادرون علي تحويل المسار ويشغلون
أنفسهم بجديد وما هو أبعد عن موضوع الساعة وتسابق جميعهم في وصف
مداخلة علاء مبارك وما أسبابها وما هي أطماعه في ولاية الحكم بل ذهبوا أبعد من
هذا بأن هذا الموقف مرتب له بعناية وهذه هي الفرصة المناسبة ليستدر عطف الشعب
وينافس أخيه علي الورثة وجانب آخر من المأجورين بدأ يهيئ الشعب أن يسلطح
قفاه مرة أخري تحت مظلة العروبة والأخوة لمزيد من التلذذ بضرب ((القفا))
ومجموعة أخري بدأت تلقي بالمياه الباردة والثلوج من بلاد الاسكيمو علي حرارة
نيران الغيرة والعزة والكرامة عند الشرفاء ، والبعض الآخر قال عليه العوض فيك
يا أم الدنيا لما ابتلاك الله علي أيدي أبناءك لا الغرباء فالمأجورين علي دم هذا الوطن
هم من سيظلون يعبثون بمقدراتك وعزتك
رحمك الله يا مصر
العزاء واجب
والآجر كبير عند الله