الاسماعيلي و السياسة والحزب الوطني الديمقراطي

يفتح موقع اسماعيلي اس سي ملف علاقة الاسماعيلي بالسياسة و الحزب الوطني الديمقراطي
قبل شهور طويلة من الانتخابات البرلمانية في شهر سبتمبر القادم ..
و لذلك كون موقع اسماعيلي اس سي متخصصا بكل ما يخص النادي من ملفات شائكة تؤثر و تتأثر في النادي الاسماعيلي بشكل مباشر
بداية نقول .. من أصدق ما قيل عن النادي الاسماعيلي بمدينة الاسماعيلية – ان سور النادي الاسماعيلي هي حدود مدينة الاسماعيلية – فكان من الطبيعي ان يتأثر النادي بكل ما يجري داخل المدينة الجميلة الهادئة
و لعل الشواهد كثيرة و التي تؤكد صدق تلك المقولة و لكن بصدد علاقة السياسة بالنادي قد تبدو ظاهرة للعيان و بشكل مباشر جراء ربط كل الاحوال داخل مصر بشكل عام بالسياسة و خاصة الامور المؤثرة و التي علي علاقة بالجماهير و منها بالطبع الشأن الرياضي
و كون الاسماعيلي هو القلب النابض و ( الكعكة الحلوة ) داخل مدينة الاسماعيلية فكان ايضا من الطبيعي ان يصبح النادي في قلب موجات الحراك السياسي و بصورة واضحة لا تحتاج جهدا للتدقيق فيها و بشكل خاص تاثير الحزب الوطني الديمقراطي في مقدرات النادي سواء من خلال الانتخابات البرلمانية و الناتج منها او من خلال السطوة السياسية المتعلقة بمنصب محافظ الاسماعيلية ذاته
و يمكن ان نشير الي عشرات المواقف التي تأثر الاسماعيلي طوال تاريخه المختلط ( كرها ) بالسياسة و خاصة من عام 1965 عندما تولي المهندس عثمان احمد عثمان – رحمة الله عليه - رئاسة النادي الاسماعيلي و للحقيقة ان التاثيرات قد بدأت ايجابية بدراسة كافة الامور المحيطة بالنادي و بالدولة بشكل عام .. لكن في الوقت نفسه لا يمكن إغفال استفادة المهندس عثمان احمد عثمان من رئاسته للنادي في تخفيف التوتر السياسي بينه و بين قادة ثورة يوليو و رئيس مصر في ذلك الوقت و درسنا ذلك بطريقة موسعة في دراسة خاصة بذلك .. كما لابد ان نشير الي المعلم انه قد قام بتحسين صورته و علاقته مع الحكومة بشكل جيد بعد الرحلات المكوكية للنادي الاسماعيلي في الدول العربية بعد نكسة 67 و لكن في نفس الوقت يجب ان نؤكد ان المعلم عثمان احمد عثمان لم يسعي الي رئاسة الاسماعيلي في 1965 انما طالبه بذلك لاعبي الفريق و جماهير النادي و لكن لا يمكن ان نلغي استفادة المعلم – سياسيا - كما اوضحنا ذلك
و حتي من بعد رحيل مجلس المهندس عثمان في عام 1988 و بتدخل سياسي من الدكتور عبد المنعم عمارة كمحافظ للاسماعيلية من 78 الي 90 ( عمارة عين كمحافظ بتوصية من عثمان لدي السادات ) و قبل ان يعين رئيس المجلس القومي للشباب و الرياضة من 90 حتي 98
استمرت التاثيرات الايجابية علي الاسماعيلي و لو بشكل نسبي في قرارات جيدة للدكتور عبد المنعم عمارة حتي رحيله عن الوزارة في عام 1998 و كان عمارة للحقيقة راس حربة نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك الذي لم ينسي انه بالرغم من كونه نائب رئيس من قبل لكنه كان الرجل الثالث في الحكومة بعد السادات و عثمان احمد عثمان و انتهي الامر بقرب رحيل عهد عمارة بوجود قوي جديدة طارئة بطبيعة الحال
و لعل اكبر دليل علي وجود قوي جديدة تماما هو موقف الدكتور عبد المنعم عمارة عندما تولي رئاسة لجنة مؤقتة لادارة النادي الاسماعيلي في عام 2005 بقرار من المحافظ صبري العدوي و عند رحيل العدوي عن الاسماعيلية هو اعتذار عمارة علي الفور من استكمال فترته بتواجد اللواء عبد الجليل الفخراني في يناير 2006 و مع ان الاثنين المحافظين ينتميان الي المؤسسة العسكرية لكن المنهج مختلف بناء علي اتصالاتهم بالاتجاهات السياسية و هو ما يفسر بسهولة تامة كيفية اعتماد تصريف الامور علي الامزجة التحزبية بشكل كامل و لكن للحقيقة لابد ان نقرر ان ظهور القوي الجديدة في بداية عصر الدكتور عبد المنعم عمارة كان السبب الرئيسي في تواجد عنصر التكتلات داخل الجمعة العمومية بشكل سرطاني و متوزعة بين كانتونات القوي السياسية الاقليمية بالاسماعيلية و ظهرت تكتلات منافسة للتكتل العثماني الغالب بطبيعة الحال و اصبح هناك تكتل عمارة و القنطرة و غيرها
و هو كان استمرارا لنفس التاثيرات بشكل مباشر متقلب مع ظهور القوي الجديدة قبل تلك الفترة و خصوصا عند عودة العثمانيين الي ادارة النادي عبر مجلس الدكتور اسماعيل عثمان الذي عاد بقرار من رئيس الوزراء كمال الجنزوري في مارس 1997 و استطاع الدكتور اسماعيل عثمان الحصول علي دعم مادي من شركة المقاولون العرب وصل الي 12 مليون جنية بداية من منتصف عام 1997 و لكن برحيل الدكتور الجنزوري عن رئاسة الوزراء و تولي الدكتور عاطف عبيد و بايحاء من الدكتور محمد ابراهيم سليمان وزير الاسكان و الذي استمر وزيرا في وزارة عبيد و كان معارضا و بشراسة موضوع منح دعم مادي للنادي الاسماعيلي اثناء حكومة الجنزوري .. و بالفعل نجح سليمان في ايقاف الدعم في اكتوبر عام 1999 و يدخل الاسماعيلي في متاهات الازمات المالية و بالرغم حصول النادي علي بطولة كاس مصر عام 2000 و بطولة الدوري عام 2002 ..الا ان الفريق و النادي دخل في ازمات مالية ادت الي رحيل مجلس ادارة النادي من العثمانيين في مايو 2005 بشكل درامي كبير و يدخل النادي من بعدها في دوامات ادارية و أزمات مالية مازالت مستمرة حتي تاريخ كتابة السطور
و للحقيقة لابد من ايضاح نقطة هامة ان تأثر السياسة في النادي الاسماعيلي كانت ترتبط بالمناخ السياسي في مصر عامة و من الطبيعي ان تدخل التأثيرات السياسية منحني سلبيا تماما في الفترة القريبة الماضية بظهور اتجاهات سياسية سلبية قد افسدت الحياة بشكل عام و المناخ الرياضي بشكل خاص و تضررت كافة الاندية الجماهيرية و كادت ان تختفي من علي الساحة الرياضية و تفاوت حجم الضرر طبقا لمقاومة كل نادي و قدرات جماهيره و تاريخ و تراث النادي الخاص به و تفاوتت ايضا الفوارق بين الاندية المحظوظة من اندية العاصمة و علي راسها النادي الاهلي او كما يطلق عليه نادي الحكومة و الحزب الوطني – فكان الفساد يتم داخل النادي الاهلي يتم برعاية الحكومة و تحول الي غول افسد كل ما يتعلق بالوسط الرياضي و اصبحت ميزانية النادي الاهلي و خاصة فيما يتعلق بفريق كرة القدم و اجهزته الفنية عنوانا للاستفزاز و الفساد و يكفي فقط ان نربط بين هروب المليادير ياسين منصور و المطلوب من الانتربول و بين راتب البرتغالي مانويل جوزيه الذي كان متكفل منصور براتبه المغالي فيه بمبلغ 60 الف يورو شهريا بجانب الامتيازات الاخري .. و الغربب انه بمجرد عودة جوزية الاخيرة ..قامت ثورة يناير كمفارقة درامية و في تعهد سداد راتبه من قبل المليادير الكويتي محمدالخرافي و لكن الامور تبدو ضبابية تماما ليس بخصوص تعهد الخرافي و لكن طالت قائمة الاتهامات بالفساد و التربح رئيس النادي الكابتن حسن حمدي و نائبه القوي محمود الخطيب و هما علي قائمة سوداء ..لا يتم التغاضي عنها الان الا بسبب انشغال المحاكم و النائب العام المصري بقضايا الفاسدين سياسيا في المقام الاول حسب مطالب و ضغط ثورة يناير
لكن ما قصدنا تفسيره ان الفساد الذي طال المجال الرياضي و الاندية الرياضية الجماهيرية قد ضاعف كل التأثير السلبي علي الاسماعيلي بشكل خاص في ظل تفاوت واضح بين الاندية المحظوظة و الاندية المقهورة
ان الحزب الوطني قد تأسس في يوليو 1978 و بقيادة الرئيس المصري الراحل محمد انور السادات و بدعم من المهندس عثمان احمد عثمان الاب الروحي للاسماعيلي الحديث عقب انتفاضة الشعب المصري ضد اجراءات اقتصادية للحكومة و اطلق عليها السادات ( انتفاضة الحرامية ) ... و عين السادات – نفسه - رئيسا للحزب و مبارك نائبا و ايضا كان الرجل الثالث في الحزب بعد السادات و عثمان ايضا و هو له علاقة بما اشرنا له مسبقا في عدم رضا الرئيس السابق مبارك عن عثمان و عائلته بشكل عام و مستمر و جعلهم أسري الظل تماما .. حتي رحيله عن السلطة في 11 فبراير 2011
و نعود الي بداية تكوين الحزب الوطني في 1978 و ما بعدها لسنوات قليلة .. حيث ان الامور غير واضحة في ذلك الوقت عن ماهية و قدرة الحزب السياسي في التاثير في النادي الاسماعيلي كنظم سياسية جديدة في ذلك الوقت .. لكنها كسلطات اضافية لابد و ان يكون لها ايجابية علي النادي الاسماعيلي ... لكن للاسف الشديد انشغل المهندس عثمان بالمهام الحزبية و الواجبات السياسية و حقائبه الوزارية المرهقة بشكل كبير و لم يكن في وقته متسعا للاسماعيلي و اوكل الي وكيل المهندس صلاح حسب الله رئاسة النادي و ظهرت هناك اصواتا معارضة لذلك و تعالت تلك الاصوات برحيل المهندس عثمان عن رئاسة الاسماعيلي خلال الفترة من بعد 1981 و هو عام رحيل الرئيس السادات و استمر الصراع بين العثمانيين و القوي الجديدة في عصر مبارك لمدة ليست قصيرة من 81 الي 88 بالرغم من قوة رجال مبارك بالاسماعيلية – لكنه في نفس الوقت يوضح قوة المعلم عثمان في المقاومة طوال سبعة سنوات .. و لكن تلك المقاومة قدد أضرت النادي الاسماعيلي كثيرا
و دخل الامر في صراع سيادي و سياسي و استمر الصراع بين رجال القديم و الجديد .. انتهي برحيل مجلس المهندس عثمان بشكل غير كريم في مايو 1988 و تولي مجلس مؤقت برئاسة اللواء فاروق حمدان
و لم يكن الحزب الوطني الديمقراطي بعيدا عن الصراعات المشار اليها بين القديم و الجديد و لكنها كانت بشكل متسارع و مبسط و انتهي بسيادة الجيل الجديد كما هو معتاد و ولت القيادات الجديدة اهتمامها بمشاكلها الحزبية و ابتعدت عن المناخ الرياضي ليكن هناك جديدا لفت النظر الي اهمية الرياضة و الرياضيون بعد فوز المنتخب المصري ببطولة الامم الافريقية عام 2006 و استغلها الحزب الوطني و قياداته و خاصة انها اقيمت علي ارض مصر و عقب ازمة غرق العبارة الشهيرة في البحر الاحمر .. فكان تدخل الحزب في الرياضة المصرية صريحا و تشكلت لجان خاصة بالرياضة داخل الحزب و ضمت قيادات الاتحاد المصري لكرة القدم و رؤساء الاندية المصرية و كل البارزين في المجال الرياضي و شهد الحزب دخول لاعبين كرة قدم سابقين الي مجلس الشعب عن طريق الحزب و اصبح الحزب طريقا لتولي اي منصب رياضي حتي في الاعلام الرياضي اصبح الجميع منتسبا بشكل عام للحزب و رئيس الدولة و انجاله علاء و جمال .. لكي يتواجد علي الساحة الرياضية من الاصل
و للحقيقة كانت تدخلات الحزب الوطني في الاسماعيلي متوازية مع نفسها اي بدون صراعات حزبية داخلية .. ليدخل الاسماعيلي طرفا مظلوما في منهج جديد للصراع داخل الحزب نفسه
و هو منهج أضر بالاسماعيلي كثيرا .. لوقوعه في صراع حزبي داخلي مرير
و ذلك عندما اعلن الحاج حماد موسي عن ترشيحه علي مقعد الفئات بمجلس الشعب منافسا للمهندس محمود عثمان في العودة الي مقعده البرلماني الذي حرم منه في انتخابات 2006
و هي قضية جديدة تحتاج جزء ثاني