قصة عشق حسني عبد ربه لبناء مسجد نور الله

عندما قرر الناشئ حسني عبد ربه و مع زملاءه اعضاء منتخب الشباب , التبرع بجزء من مكافاتهم لانشاء مسجد في غانا ,
نشأت أمنية غالية لدي نجم وسط الدراويش و منتخب مصر و هي ان يقوم بانشاء مسجد في مدينته ابو صوير
و مرت الايام بنجم الدراويش عبد ربه بين سفريات و رحلات احترافية و لم يتنازل ابدا عن حلمه بانشاء مسجد يذكر فيه اسم الله كثيرا و تقام فيه الشعائر و الصلاة لرب العالمين .. و اصبح عبد ربه مهتما بقوة بعملية عمارة المساجد و لم يترك مسجدا يراه داخل مصر او خارجها الا و وقف يتامل التصميم و مواد التشطيب و طراز عمارة المساجد و خاصة ان النجم عبد ربه قد أقام فترة طويلة في دولة الامارات و التي تمتاز مساجدها بالعمارة الجميلة و الغريب ان معظم مساجد الامارات في كل امارات الدولة خاصة اماراتي دبي و الشارقة هي من الطراز المملوكي و هو منتشر بكثرة في مصرو اصوله مصرية بتعبير مختصر... و هو افخم التصميمات اكثرها غني و ثراء من ناحية التصميم و التفاصيل و لكن وجد حسني عبد ربه فكره مشدودا نحو تصميم مصري اصيل و تاريخي بشرط ان يجمع بين الحداثة و الاصالة
لم يشغل عبد ربه ذهنه بالبحث عن طراز تصميم المساجد و مثل تلك الامور التخصصية , بل كان يبحث عن تصميم جميل مميزو متفرد من الخارج و الداخل و خاصة ان عبد ربه كان يدقق كثيرا في مواد التشطيب الداخلية و يبحث عن من يساله عن اسم المواد و طريقة تنفيذها و صيانتها و هكذا
و شرع نجم الدراويش عبد ربه في شراء قطعة ارض و حصل عليها بالفعل و لكن علم بعد شراء الارض انها ضمن مسارمشروع طريق المزدوج في ابو صوير,, فعاد عبد ربه و اشتري قطعة ارض اخري و لم ينصت كثيرا الي مالك الارض و هو يعدد مزايا المساحة و قربها من المنطقة التجارية و طرق استثمارها و ارتفاع سعرها بالمستقبل - بل مازال عبد ربه مشغول بتصميم المسجد و تصميمه الداخلي و الخارجي
و وجد عبد ربه ضالته في متابعة مراجل انشاء مسجد يقام علي طريق القاهرة - الاسماعيلية و كثيرا ما توقف بجانب المسجد و شاهد العمال و راقب طريقة الانشاء و تفاصيل هامة جدا لكي يكون التصميم و التنفيذ يناسبا الفكرة ذاتها و اكثر ما لفت نظر نجم الدراويش هي الطريقة التنفيذية لبناء قبة المسجد و كان يتم تنفيذها بالطوب و ليس بالخرسانة المسلحة و اعجب جدا بقدرة البناء المصري علي خلق الفراغ للقبة بشكل مستدير و يرتفع تدريجيا ليشكل القبة في اداء مذهل لقدرة البناء التقليدي
و شكل ذلك لعبد ربه نوعا من التحدي ما بين صغر حجم الطوبة و حجم القبة ذاتها و اصبح يقضي ساعات وساعات و هو يري عملية التنفيذ الدقيقة و التي ان ضاع من البناء سنتميتر واحد - ضاع شكل القبة و ضاع الشكل الخارجي كله
و راح النجم عبد ربه يركز اكثر و اكثر في موضوع القباب و معناها الفراغي و ذهب بشكل تلقائي الي الطراز العثماني للمساجد - حتي و ان كان لم يعلم ذلك و وجد نفسه متأثربعملية القباب المتقاطعة في الطراز العثماني و اشهر مساجده في مصر هو مسجد محمد علي بالقلعة بالقاهرة و مساجد عديدة بتركيا مهد العمارة العثمانية و اكبر علمائها المعماري ميمار سنان أغا
و هو مصمم مسجد محمد علي بالقلعة ( مسجد الملكة صفية ) و كثير من درر المساجد العالمية مثل مسجد السلمانية و ايا صوفيا بتركيا و جامع التكية السليمانية بدمشق و غيرها و المعماري سنان صاحب نظرية القباب المتقاطعة و التي ترمز الي لا نهائية الفراغ الداخلي و من الاصل تمثل القبة رمزيا السماء و تداخل و تقاطع القباب له معني جميل و مريح في النفس
كان عبد ربه بعيدا عن كل مناطق الفلسفة المشار اليها ... و لكن كان يطبقها حرفيا دون ان يدري ... و لم يلتفت الي سعر تكلفة القباب المتقاطعة و لا فترة التنفيذ بالطوب و التي تتطلب وقتا اضافيا بجانب حرفية و مهارة عدد لا يتعدي اصابع اليد الواحدة من البنائين المصريين ..كل كل هم و تفكير عبد ربه عمل شئ مميز مهما كانت تفاصيله و تكلفته و حتي عندما فكر عبد ربه في التشطيب الخارجي للقباب كان التفكير في اللون الفضي المغطي به القبة الرئيسية لمسجد محمد علي بالقلعة و ذلك فضلا عن انه مادة عاكسة للشمس و الحرارة لتخفي الحرارة الداخلية داخل المسجد
و بالفعل قام عبد ربه بالاتفاق مع مقاول مشروع مسجد الطريق الصحراوي و بشرط احضار قائمة البنائين المهرة لتنفيذ مشروع المسجد في مدينته ابو صوير ... و بدء عبد ربه يري حلمه يولد علي ارض الواقع و وجد تفاصيل جديدة و دقيقة جدا لم يكن يتوقعها و لكنه كان يتحملها و يواجهها بكل حب و ايمان و بحث عن الافضل و اهتم عبد ربه بمتابعة التنفيذ من مراحله الاولي و استشارة اصدقائه للتعرف علي المشاكل التي تواجهها المساجد من اعمال صيانة و متابعة و غيرها .. و رغم تعرض نجم وسط الدراويش للاصابة بالرباط الصليبي و خضوعه للجراحة و من بعدها علاج طبيعي و تاهيلي - لكنه كان حريص كل الحرص علي تابعة التنفيذ بنفسه في كل صغيرة و كبيرة و كان يجد في ذلك سلوي و صبر جميل و كأنه قد حصل علي اجازة من كرة القدم و لو بشكل نسبي - بتقدير قدري - لمتابعة المسجد و مراحل التشطيب الاخيرة بكل دقة
الطريف ان النجم عبد ربه ذهب الي التصميم الداخلي الاصعب من حيث التفاصيل و المواد المختارة و هو نفس الاسلوب الذي اتعه في التشكيل الخارجي و اهتم بفخامه التشطيب و لو بعيدا عن البهرجة الغير مناسبة للمساجد و اعتمد علي مادة لينة طرية و هي الاخشاب و ذلك مقارنة بالرخام و الاحجار و ان كان تشكيل الرخام صعب و دقيق جدا - و لكنه اقوي للعوامل الجوية و الاستخدام العام - علي عكس الاخشاب التي تتطلب صيانة و متابعة مضاعفة .. لكن منهج عبد ربه من البداية بعيد كل البعد عن الاستسهال و التمسك بالفخامة و روعة المسجد.. و كأن عبد ربه مستمر علي اعجابة بفن العمارة العثماني المعتمد علي مهارة الصناع و الحرفيين مهما كانت التكلفة و مدة التنفيذ
و بقي ان نقول ان المسجد الذي استمر عامين تقريبا تحت التنفيذ , قد وجد تعاونا من اللواء طاهر ياسين محافظ الاسماعيلية بخصوص عملية الصرف الصحي و ربط المسجد بالخط العام بعد تقوية كفاءته ,, وتبلغ ارتفاع المأذنة 55 مترا و هي من الطوب الوردي و داخلها سلم خرسانة حلزوني و المسجد يقع علي مساحة بناء 1200 متر مربع و يتسع لعدد 600 مصلي بالطابق الارضي و 400 مصلي بدور الميزانين و به مساحة مخصصة لمصلي السيدات لعدد 200 مصلية و اوقف اكابتن حسني عبد ربه مبلغا لرواتب موظفي المسجد من 6 افراد لعاملين و مقيمي مشاعر و مؤذن و خطيب
و سيتم افتتاح المسجد بإذن الله تعالي يوم الجمعة القادم و الموافق 10 ابريل الجاري
جعل الله تعالي - مسجد نور الله - في ميزان حسنات نجم الدراويش حسني عبد ربه و اسرته و كل عائلته و عم بنفعه العباد و البلاد
انتظرونا في تقرير مصور و فيديو وثائقي عن مسجد نور الله