بقلم الأستاذ أحمد شاكر .. 11/11

تتبقي سويعات قليلة علي اللقاء ( الغيبوبي ) المنتظر ، بين مصر والجزائر ، وهو ( غيبوبي ) بإعتبار النسب الذي تمتد أصوله إلي الغيبوبة ،..
التي تسيطر علي الكثيرين فتجد الواحد من هؤلاء وقد إعترته حمي كروية ، أنسته كل ما يدور حوله ، حتي لو كان كارثة علي وشك الوقوع ، أو هي قد وقعت بالفعل ، تبخرت و تسربت دون أن يشعر أحد بخطورتها التي تنال من الجميع ، وتدين الجميع أيضا ..
قلب الأسد ، أحد رجالات مصر العظام ، هو أسد حقيقي ، وقلب مفعم بحب مصر ، وليس من ذلك النوع التيواني أو الصيني ، الذي يتغني بحب البلد نهارا ، وتقترف يداه ما يسوءها ليلا ..
محمد نسيم .. بطل مصري تشرب حب الوطن ، وإرتسمت ملامحه علي كل خجلة من خلجات الراحل العظيم ..
بكل تأكيد يعرفه الكثيرين ، فهذا هو اسمه الحقيقي ، أما ما اشتهر به فكان ( نديم هاشم ) حسبما اتفق عليه في كتابات الراحل صالح مرسي ، ولا أحد يستطيع أن ينسي مشهد الفنان نبيل الحلفاوي وهو يضم محمود عبد العزيز ( رأفت الهجان ) إلي صدره ، ويزفر بقوة قائلا ، مصر أمانة في ايديك يا رأفت ..
فهو من حمل الأمانة علي عاتقه ، وكان أهل لها ، حتي وصلت إلينا ففرطنا فيه ، وحولناها إلي هباء منثور ..
البطل المصري الذي أذل ناصية الإسرائيلين ، للدرجة التي دفعتهم إلي رصد مبلغ مالي مقداره خمسة ملايين دولار لمن يستطيع التخلص منه ..
وهو أيضا أول مصري يتناول حكايته كاتب يهودي ، في كتاب خاص أطلق عليه الذئب الأسمر ، رصد فيه بطولات الراحل وعدد الخسائر التي مني بها الجانب الإسرائيلي علي يديه ، بدءا من تدمير الحفار ، مرورا بعملية ( جاك بيتون ) الإسم اليهودي لرأفت الهجان ، وليس إنتهاءا بالحصول علي خرائط النابل التي كانت منتشرة علي الضفة الشرقية لقناة السويس ، وهي من أقوي وأخطر العمليات التي قام بها محمد نسيم في تاريخه ..
وهو كتاب أعتقد أنه يوازي في أهميته ، كتاب ( الملحاد ) أو التقصير ، الذي كشفت فيه جولدا مائير عن خيبتها وخيبة إسرائيل الثقيلة في حرب أكتوبر ..
هل يتخيل إنسان أن هذا البطل حفيدته يهودية .. ؟؟ .. أرجو ألا يتعجب أحد ، فالقلم لم يخطئ ، ولم أصل بعد إلي مرحلة الغيبوبة الذهنية ، أو الزهايمر الذي ننسب له بسخرية كل سلبياتنا ..
هشام محمد نسيم ، ابن البطل المصري ، الذي تولي الإشراف علي مركز الغوص والسياحة الذي ورثه عن والده البطل الراحل ، وقع ضحية يهودية كانت تعمل لديه ، فكان أن تزوجها ، بعد أن إستطاعت نصب الشباك حوله بكل مهارة ، و أنجب منها طفلة ، تمثل التطبيع المصري الإسرائيلي في أسوأ معانيه ..
حقيقة صادمة لا يوجد ما يبررها ، فكيف لإبن البطل أن يفعل ذلك ..؟؟ وهو السؤال الذي أطرحه علي هشام ، الذي يبكي الآن إبنته ، بعد أن أخذتها أمها الإسرائيلية عنوة ، وسافرت بها إلي إسرائيل ، ليتم تعميدها هناك .. ؟؟؟
بكل تأكيد لم يكن هشام بحاجة لأن يفعل ما فعل ، فلا مبرر لفعلته ، خاصة أن والده ترك له ميراثا من البطولة والتضحية والإيثار بجانب المادة ، ما يجعله يتردد ألف مرة قبل أن يخطو تلك الخطوة المؤسفة ، فما الذي حدث إذن ؟؟ خاصة أنه يعلم جيدا أن إسرائيل لا تمنح جنسيتها إلا لمن يولد من إسرائيلية فقط ، بما يعني أن إبنته ، أو إبنه أيا كان ، لابد وأن يحمل جنسية أمه ..
فهو ليس بذلك الشاب الذي لم يجد مهربا أو مفرا من قسوة المجتمع والفقر المقدع الذي يحياه ، إلا باللجوء إلي مثل هذه الزيجات ، التي كثرت في الآونة الأخيرة مما يمثل تهديدا مباشرا لأمن مصر القومي ..
فهل هي لعبة مخابراتيه وقع ضحيتها ابن الراحل العظيم ، حتي تنتقم إسرائيل من محمد نسيم في شخص حفيدته ، فهذا هو بطلكم الذي تتفاخرون به وقد أصبحت حفيدته إسرائيلية ..
حقيقة لا أدري ..!! ولكنها كارثة ، مصيبة ، فاجعه ، قل ما يحلو لك ، فهي كذلك بالفعل ، فما أكثر الصدمات التي نحياها ، في زمن تبدلت وتغيرت فيه كافة المشاعر والقيم الإنسانية السوية ، لتحل محلها أخري مقيته تحمل رائحة القبور ..
يحدث هذا والأخ شوبير والمستشار مرتضي منصور يتصارعان علي الـ ( السي دي ) ، والكابتن مدحت شلبي والدكتور مصطفي عبده والباشمهندس خالد الغندور وغيرهم الكثير ، لا هم لهم إلا كيفية الفوز علي الجزائر ، فهذا هو ما نبدع فيه ، ولا شيئ غيره ، والبقاء لله ..