في حب مين ؟؟

أجد نفسي اليوم مدين بالإعتذار لأصدقائي القراء عن خطأ لم أرتكبه أو لم أتعمده علي أقل تقدير
، ، وهم الذين أزعجهم وصفي لميدو بالأصلع وشيكابالا بالأسمر بمقالي السابق ، فالعبد لله من الفصيلة الصلعاء ، ولا عيب في ذلك أبدا ، كل ما في الأمر أنني أشرت إلي صلعة أحمد حسام من باب الهزر والدعابه ، ثم ان ميدو ليس كذلك ، أما الأسمر شيكابالا ، فلا أظن ابدا أن البشرة السمراء قد أصبحت سبة عند البعض ، ونحن من نفتخر ليلا نهارا بالمصري الأسمر ذي السواعد السمراء الفتيه ، وهي حقيقة لا مراء فيها ..
أعود لمهرجان في حب مصر الذي اقيم أمس بالإسماعيلية ، الذي لم يكن ينقصه سوي أن يلعب أحد لاعبي الأهلي – ليكن عماد متعب _ بصفوف الدراويش ، علي أن يحدث العكس بالمقابل ، ليلعب حمص مثلا بصفوف الأهلي ، حتي تكتمل الصورة الودية ، التي لم تأتي بأية نتائج مرجوة
فجمهور الأهلي يؤكد للمره الثانية أنه ضد أية مبادرات تحمل بين طياتها الود ، والدليل .... سبابه المستمر طيلة المباراة لعصام الحضري وزوجته ، مع صبر كامل وضبط نفس هائل من جمهور الإسماعيلي _ أحسدهم عليه في الواقع _ أمام ما حدث من إستفزاز وخروج عن النص من قبل الضيوف الذين غادروا فرحين ، وهم يخرجون ألسنتهم للجميع علي نجاح المبادرة في تحييد جمهور الإسماعيلي تماما ، ليعودوا للجزيرة فائزين بنقطة هي كل المراد ..
ثم عندما يحدث رد فعل من جمهور الإسماعيلي أمام من يتطاول علي مدينتهم ، تجد وسائل الإعلام وقد إنتفضت وثارت وهاجت وماجت ، كمن لبسها عفريت ، لأنها لا تري سوي بلون واحد فقط لا يتغير وهو الأحمر ... إلا القليل من المحايدين ..
أنا لست ضد المبادرات ، بل علي العكس أرحب تماما بها ، فالرياضة يجب ألا تتخطي حدودها ، ويجب ألا تجلب لنا العداوة والبغضاء ، لكنني ضد الشكلية بكل صورها ، وهو ما أفصحت عنه من قبل ، عندما صرخت أكثر من مرة مطالبا السادة المبادرين بالبحث الجدي والحقيقي عن أسباب الكراهية المتبادلة بين جماهير الأهلي والإسماعيلي ، ويبدو أننا نؤذن في مالطا كما يقولون ، وأعتقد أن الأمور لو صارت هكذا ، فنحن إذن بحاجة لمبادرتين سنويا ، واحدة بالقاهرة والأخري بالاسماعيلية ، حتي نثبت للجميع أننا نحب مصر حقا ..!!
اما أن تقف المبادرة فقط عند حدود قناة السويس ، ولا تتعداها لقاهرة المعز ، فهو ما يثير الكثير من علامات الإستفهام ، فهل حب مصر الآن يرتبط بالإسماعيلية وجودا وعدما ؟؟؟ ..
المباراة نفسها لم تكن علي المستوي المطلوب ، وإن نجح الأهلي في فرض سيطرته تماما من منتصف الشوط الأول ، بعدما شاهدنا اللياقة البدنية للاعبي الدراويش تتهاوي وتتلاشي وتتبخر ، فأصبحوا مجرد أشباح مستأنسة في الملعب ، مع نشاط هائل وقوة من لاعبي الأحمر ، ورغبة حقيقية في تحقيق الفوز ، وهي عادة الاهلي الدائمة ، فنادرا ما نراه يلعب علي التعادل ، في ميزة تحقق له التفرد التام ، والتفوق الدائم .
ولا حجه لعماد سليمان بطرد المعتصم سالم ، فأسلوب المدير الفني للدراويش من بداية المباراة كان يدلل علي أنه يبحث عن الخروج بنقطة ، خاصة أنه لعب بمهاجم واحد فقط ، وهو المطالب بالفوز لتقليص الفارق بينه وبين الأهلي .. !! ، حتي أنه عندما أحرز هدف ، وجدناه يتراجع بشكل غريب .. !! وهي طريقة أبناء الفانلة الصفراء الجديدة ، إحراز هدف ثم المحافظة عليه بأية وسيلة ، تماما كفرق الدرجة الثانية ، وهو ما لم نعهده أبدا طوال تاريخ الدراويش الكروي ..!! .. وأظن .. وليس كل الظن إثم ، أن العمدة هو الوحيد من بين الإسماعيلاويه الذي فرح بحالة الطرد ، لأنه كان يبحث عن اللعب مدافعا بتسعة لاعبين ، ... فقط .. كان يخشي الإنتقاد من قبل جماهيره ، وهو ما تحقق له بطرد مدافع الدراويش ، حيث لا أحد يستطيع أن يوجه إليه اللوم بعد ذلك ..
أما الأهلي ، فهو دائما الأهلي ، لا يتغير أبدا ، روح ورغبة وحماسه ، يبحث عن الفوز في أي مكان ، حتي لو كان يلعب بالناشئين ، يحاول إسعاد جماهيره التي تعشقه بلا حدود ، وتقف خلفه بكل قوة ، لا علاقة له بالأجواء ولا المبادرات ، حتي أ ن حسام البدري الذي أحسن إدارة المباراة من وجهة نظري ، و ضاعت منه فرصة الفوز بسهوله ، قام بسب الحكم محمد فاروق مهددا متوعدا إياه بإعتزال التحكيم ، ضاربا بكل ما حدث قبل المباراة عرض الحائط ..
ولم يجد فاروق بدا من مجاملة الأحمر هو الآخر ، بعد أن تخيل نفسه يجلس بجوار الحكم سيد فتحي والحكم محمد مصطفي ، اللذان إعتزلا التحكيم بسبب سطوة الأهلي وجبروته ..
نهاية الأمر أننا عدنا مرة أخري لخط البداية ، أو بالبلدي مجرد مباراة وعدت علي خير ، وهذا ما كان يتمناه الجميع ، بعيدا عن النتيجة ، فما الذي سيحدث بعد ذلك في المباريات القادمة التي حتما ستجمع بين الكبيرين ؟؟ .. سؤال يطرح نفسه بقوة .. خاصة أننا أهملنا المخاطبين الحقيقين من جمهور الفريقين ، وتفرغنا للمنظرة والتملق والنفاق السياسي ، دون أن نتعلم من الدرس ..