بقلم أمجد مرعي

كما وقف الحضري ضد التيار ، وصرح عكس ما كان يريده المذيع ، كانت كلماته كعصي موسي التي إبتلعت
جميع تعابين وأفاعي المذيع ، واثبت أنه لا ينحي للتيار، ويصمد أمامها
كما تعودنا منه دائما – سد عالي
وكما هو معروف عن الحضري ، لايجيد الإلتواء مثل الثعابين والأفاعي ، أعلنها صراحة
علي التليفزيون المصري ، ومعروف لدي الجميع ، ماهيه هوية مذيعي البيت بيتك ، بأن
افضل فريق يقدم كرة قدم في مصر ، ويخرج كوادر أفضل لاعيبين في أفريقيا هو الاسماعيلي
وأن جمهوره من أفضل الجماهير التي تدفع لاعيبيها الي الأمام لحد أن تجبر لاعيبه علي
أكل نجيلة الملعب ، ولم يرتعد ولم يخف لومة لائم
كان يتحاور مع مذيع يحمل كل أدوات الاعلام ، التي تحاصر الضيف ، مثل براعة اللسان
ومنهم الكثيرون ، والخبرة والثقافة ، بينما ذهب الحضري وهو يحمل سلاح واحد وهو
الصدق والمباشرة ، وفلسفة أن أقصر المسافات بين نقطتين هو الخط المستقيم ، وقال طالما
يحمل القميص الأصفر وهذا شرف له ، فهو سد منيع للنادي ، وسويا مع زملائه بالفريق
سيبذلوا كل جهودهم الي الحصول علي بطولة ، في أقل تقدير ، إلا اذا كان للادارة رأي آخر
وإن كان يجيد الرقص علي الشباك وأمامها ، فهو لايجد الرقص علي الحبال ، رغم قلة
دراسته ، وأقصد بذلك دراسة المدارس والجامعات التي أفرزت لنا بعض متعددي الوجوه
ولهم في الاراء باع ، أليست مدرسة الحياة كثيرا ما يتخرج منها أفرادا سباع
قد يتسأل أحد الأفاعي لماذا تثق يارفاعي فيما قاله عصام الحضري ، أقول أنه تكلم عن بدايته
المتواضعة بكل شجاعة ولم يتواري خلف برواز الأهلي ، وقد أحسست بأن تواضعه وصدق
كلماته الخارجة علي سجيتها من قلبه ، فلم يتجمل في تعبيراته ، ولم يخرج من ثوبه ، وإن
حاول كإنسان الفطرة ، انه لايحمل اي زعل من احد ولايتمني ان يزعل منه أحد ، فقال
أيضا أنه إلي الأن لم يدخل النادي الأهلي من بعد خروجه ، مع أن أفراد أسرته دائما التواجد
هناك ، ولم ينكر أهلويته ، لم يتغني كغيره ، بأنه إسماعيلاوي المولد لانه يلعب له الأن
ولكن يكن كل الإحترام والأدب ، كنادي يلعب له ، ويحترم جماهيره
سقطت أقنعة كثيرة عن وجوه متعددة ، كنت أعتقد أنها ستعيش طوال حياتها من أجل النادي
ويملكوا من الشجاعة الادبية ، في القول والتصريح ، مع أنهم ولدوا وتربوا به وصنع اسمائهم
الحضري أثبت أنه لا يملك إلا وجه واحد ، قد يكره البعض وقد يحبه البعض ، ولكنها في
النهاية ملامح واحدة لشخصية واحدة ، ولا يتلون ولا يغير وجه في أوقات ومواسم معينة
واليوم تعايشت وشاهدت للحظات قليلة ، عندما ذهبت مع أولادي في الصباح الي المدرسة كيف
تتلون الوجوه ، وتقنعك بشئ أخر عكس المألوف ، فاليوم كان لديهم حفلة اليوم التنكري
فهنا لا أمدح في عصام الحضري كأسم ، ولكن كمثل شخص يتقن عمله ، ويبذل كل المجهود
من أجله ويترفع عن الصغائر ، وإن دام عمله ليوم او شهر او سنه ، فهو يعلم حدوده بأنها
شبكة وثلاث خشبات ، ولا يبتعد بخياله عن أكثر من ذلك
فقبعة للحضري سواء رحل ام بقي ، وفي كل الأحوال سيبقي جمهوره ، الذي تضاعف اليوم
يتمني له النجاح ، ويتبقي للرفاعي محاربة الأفاعي