طيرت فرحا وهبطت فوجدته عبيثا

بقلم ا.امجد مرعي ... حكايتي طويلة متشعبة ، ستكون اليوم مقدمة ، أبدها معكم بركوب الطائرة ومع الايام أرويها مفصلة ، وكأي مصري مغترب ، كانت
بين ماقبل ثورة يناير وما بعدها في الاونة ، صعدت مع أسرتي الطائرة ، وكلا منا في مخيلته صورة سابقة
ولكن الان نطير مابين السماء والارض ، واحلامنا تتسابق متضاربة ، ما بين سعادة بالتغيير وخوفا من الاحداث الجارية
هبطنا ، وكانت اول صورة لمطار القاهرة ، وعلي غير العادة الدائمة ، بان تقابلك وجوه مبتسمه سعيدة ، وجدنا إناس تائه
عمال .. موظفين .. ضباط شرطة جوازات ، ووجوه قابضة ، واعداد قليلة للمسافرين والمغادرين قائمة ،ظننا ان نكون
نحن بمفردنا اصحاب الصورة القاتمة ، وتهامسنا سويا بأن الصورة خارج المطار مغايرة
خرجنا للشارع ، وتخاطبنا مع مستقبلينا عن صورة الشارع ، وحال واحوال البلد سريعا ، متخيلين بأن بعد الثورة
اصبح الامر ، توحد وحب وتفاني ، مثل صورة التحرير ، وسهر الشعب لحماية بيوتهم ومناطقهم ليلا ، وغيرها من
الصور الجميلة كثيرة ، وبالطبع لم نخرج عن التفكير في البلطجة والتثبيت وغيرها من الصور السلبية ايضا
وبعد فترة اكتشفنا ، ان كلا يعيش في ليلاه وعالمه بدون اي تغير ، إلا ... ان النظام السابق سقط ! والمحاكم قائمة
فهناك فئات عاملة وكأن ما حولها ليس لها ، وهي علي امرها راضية ، وهناك فئات ليس لها إلا الاضراب وسيلة
لرأيها معبرة ، وهناك فئات اصبحت ليوم الجمعة متناسبة ، ولان ميدان التحرير اصبحت شهرته عالمية ، قمنا
بزيارة له عابرة ، وكثيرا ما بحثة عن الثورة في وجوه المصريين ، فهل تتوقع اني وجدتها
وانت في الخارج تتابع جميع آراء الاعلام العالمي والعربي مختصر ، وتسمع وتتناقش بناءا عن صورة منقولة
لصاحب المصدر ، ولكن وانت علي ارض الواقع ، بالطبع تبحث عن اعلام مصري بحت ، وتعيش علي ارض الواقع
فتكون الرؤية والرأي لها صورة اكثر واقعية وعمق ، فماذا كان الامر ؟ اعلام مصري
يتسابق ويتقاتل ، تسأل نفسك هل يحدث ذلك من اجل البناء ام الهدم ؟ هل يبحثوا عن اطروحة الاعلام ؟ ماهو الواجب
عليهم ؟ هل يعلموه ؟ هل يعرفوا قيمتهم كجهة مؤثرة علي شعبهم ؟ ماهي رسالتهم في هذا الوقت ؟ نقل صور الشارع
السياسي ، ام صور الشارع الامني ، ام الصور الاخري ، تخبط الاعلام المصري ، فزاد من تخبط البعض من الشعب
ماذا يريد بعضا من الشعب ؟ بعد ان اكرمنا الله سبحانه وتعالي من عنده بنجاح سقوط نظام حكومي كان متكامل الفشل
هل بالفعل نعلم ، قيمة وماذا بعد ؟؟ هل فكرنا ونفكر بها ؟؟ ام سنفكر ؟ هل يعلم البعض منا بان هناك كلمة ... عمل
وواجب وانتاج ، موازية لكلمة تغير وتنظيف واحلال وتجديد
فإذا كانت هذه صورة من جانب بسيط لامر مصر الغالية ، فهل تختلف تلك الصورة في امر النادي الاسماعيلي
قل عني اي شئ ، لربط جانب من حالة مصر مع امر الاسماعيلي كنادي رياضي ، فجماهيره جزء من الشعب المصري
فمع اي فصيل من الشعب المصري ؟ ترغب ان تضع جماهير الاسماعيلي ، الثابت ام المتغير ام المغير
ولكن قبل ان تجبني ، فكر ايضا في المكان ، الذي ستنطلق منه المطالب ، ولا تنسي الوسيلة الاعلامية ، وطريقة التفكير
فكما عشنا التنحي السياسي ، فعشنا ايضا الهروب الرياضي ، مع مجلس سابق ، تارك النادي في جب الديون
ونتفق سويا بأن ثورة الجماهير ، آتت أكلها ولو بعد حين ، وحمي النادي في فترة التخبط ، وخرجنا بأقل الخسائر
رياضيا ، وجاء مجلس ادارة لمدة عام قادم ، اي فترة معلومة ومحددة
فكرت قليلا ، ماذا لو كان امر النادي الان بدون مجلس ادارة ؟ ماذا سيكون حاله ومن هم اللاعيبين المتواجدين
وهل كان سيصبح هناك عقد لاستمرارهم ، ام ان الامر سيصبح الان التحدث عن الانهيار وفسخ العقود والهروب
والاضرابات والجمعات الممرية ، فإذا كان امر البحث عن نظام لمصر لم يتحدوا عليه الي الان ، فماذا اذا امر الاسماعيلي
من الطبيعي ان تتنوع جماهير النادي ، مابين جماهير مدرجات ، وجماهير شارع ، وجماهير قهاوي ، وجماهير نت
ولن يستطيع احد يلغي اهمية جزء لصالح جزء اخر ، لانهم متشابكين مثل اصابع اليد الواحدة فكفها هو الاسماعيلي
ولكن أسأل نفسي ، هل هم يتفاعلوا ويتعاونوا مثل اصابع اليد الواحدة ، لك ان تتخيل ان كل اصبع يعمل بمفرده لنفسه
ماذا سيكون ناتج اليد ، هل تستطيع ان تمسك قلما لتخط حرفا ، اذا كان هناك تنافر بين الاصابع
لا استطيع ان اتخيل ان يتواجد تنافر بين تنوع الجمهور الاسماعيلاوي ، ولا انكر او ارفض ان يكون هناك احيانا
اختلافا شكليا بسيطا بينهم ، في الرؤية والتحرك ، ولنا في مثال اصابع اليدة الواحدة ، العبرة
ولكن ان يصل الامر الي التحزب في النوعية ، فمن الطبيعي ان يكون الامر كارثيا ، ماهي الصورة اذا اختلفت
جماهير مدرجات ثالثة شمال مع جماهير وسط وجماهير وسط مع ثالثة يمين وهكذا ، وكان همهم وعملهم وافعالهم
ليس تشجيع الفريق وقت المباراة ، ولكن هو تبادل الشتام والسباب .
وبنفس القياس لامر المواقع الاسماعيلاوية ، والقهاوي وفي الشارع ، اذا كنا جميعا نرغب في علو ورفع النادي
فماذا نحن فاعلون ؟ وماذا يجب علينا ان نفعله ؟ والمقصود بجماهير الشارع الاسماعيلاوي هنا : هم رجال الاعمال