الإسماعيلية .. العيد القومي بين الواقع والتزييف

بقلم ا. احمد عبد الكريم ... لا شك أن معركة الشرطة ضد قوات الإنجليز في يناير كانت ملحمة قومية عندما سقط 56 شهيداً من بلوكامين النظام
أو عساكر الدرك إلا أنه في الواقع كان هناك حدثاً أهم في 16 أكتوبر هذا التاريخ الذي شهد مظاهرات غضب عارمة من شعب الإسماعيلية عندما خرج طلاب مدرسة الإسماعيلية الثاننوية وعمال السكك الحديدية وعمال مصنع الكوكاكولا مع شعب الإسماعيلية وتوجهوا إلى مبنى المؤسسة السلعية لقوات البحرية والجيش والطيران الإنجليزي والمعروفة بالنافي nafi وتحولت إلى مواجهات دامية بين المتظاهرين وبين القوات البريطانية وظلت تلك المواجهات استرت بعد حرق مبنى النافي ..
وظلت تلك المواجهات مستمرة حتى بعد حرق النافي واستشهد عدد كبير من أبناء المحافظة على أيدي قوات الإحتلال البريطاني وكانت تلك المواجهات باعتراف الكثيرين من أحد أسباب قيام الثورة ضد الملك والإنجليز فيما بعد .
الغريب في الأمر أن احتفالات المحافظة بعيدها القومي كانت تقام يوم 16 أكتوبر حتى كان يوم زيارة اللواء حبيب العادلي المسجون حالياً بتهم عديدة وإذا بسعد عيد رئيس مجلس محلي الإسماعيلية في ذلك الوقت يقول لوزير الداخلية : لقد قررنا تغيير العيد القومي للمحافظة إلى يوم 25 يناير تيمنا بزيارتك ليتزامن مع أعياد الشرطة .. كالعادة عقليات تصنع الأنظمة الفاسدة بل أنها تزيد من فسادها وإفسادها وعلى حساب كفاح شعب ضد المستعمر الغاشم .
ولذلك أهيب بمحافظ الإسماعيلية أن التاريخ لا يمكن تزييفه من أجل العادلي أو غيره وقد أكدنا على ذلك مراراً وتكراراً أن يوم 16 أكتوبر 1951 هو يوم من أيام كفاح شعب الإسماعيلية ضد المحتل