
كتب:daraweesh
كان النادي الاسماعيلي المصري من أوائل الفرق الرياضية ’ التي كان لها شرف زيارة إمارات الخليج العربي.. و قبل إعلان تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971 باتحاد الإمارات الست أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، كدولة اتحادية مستقلة ذات سيادة. …. حيث زار فريق الاسماعيلي لكرة القدم الإمارات الثلاث الرئيسية أبو ظبي و دبي و الشارقة ,من ضمن جولة النادي الاسماعيلي بدول الخليج و الدول العربية لدعم المهجرين من مدن القنال , بعد حرب يونيو 1967
ولي عهد دبي الشيخ مكتوم ال مكتوم في استقبال بعثة النادي الاسماعيلي
و كانت زيارة الاسماعيلي لإمارة دبي في 23 فبراير 1969،
الشيخ راشد بن مكتوم حاكم دبي ستقبل بعثة النادي الاسماعيلي
فاز على منتخب دبى 7/صفر وسجل للإسماعيلي علي أبو جريشة هاتريك وسيد عبد الرازق هدفين والشيخ طه وهنداوي. بلغ إيراد المباراة 4500 دينار وحضرها الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ولي العهد الذي تبرع بـ 2000 دينار من ضمن الإيراد، كما أستضاف الفريق 6 أيام في قصر الضيافة الأميري لأول فريق رياضي ينول هذا التكريم الخاص
الإسماعيلي في الشارقة
فاز الإسماعيلى على منتخب إمارة الشارقة برقم قياسي 16/2 فى يوم 2 مارس1969 . سجل علي أبو جريشة خمسة أهداف فى الشوط الأول وأحرز مثلهم سيد عبد الرازق فى الشوط الثاني وسجل أميرو ثلاثة أهداف وهنداوى هدفين وريعو هدفا. وبلغ إيراد المباراة 4 ألاف دينار. كان اللقاء أقرب لمظاهرة حب وتقدير من أهل إمارة الشارقة ومن شقيق الحاكم الشيخ صقر بن محمد القاسمي للنادي الإسماعيلي ومصر وزعيم مصر الرئيس جمال عبد الناصر ووسط مشاعر فياضة من جماهير نادي الشارقة التي كانت تهتف لمصر وزعيمها عبد الناصر .
الإسماعيلي في أبو ظبي
فاز الإسماعيلي على منتخب إمارة أبو ظبي 4-0 حيث سجل بازوكا هدفين وهدف لكل من الشيخ طه وشحته. حضر اللقاء الشيخ زايد آل نهيان حاكم أبو ظبي بمدينة العين. إنتهى اللقاء بفوز الإسماعيلي على منتخب مدينة العين 6-0 . سجل الأهداف علي أبو جريشة والشيخ طه وشحتة وأميرو وهنداوي وريعو .
الشيخ زايد ال نهيان حاكم ابو ظبي في حفل استقبال فريق النادي الاسماعيلي
كما تبرع الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان ,حاكم أبو ظبي بمبلغ 30 ألف دينار وأقام حفل استقبال لبعثة الدراويش وتحدث فيه الشيخ زايد بن سلطان عن ضرورة تقارب الشعوب العربية بقيادة الشقيقة الكبري مصر وأستمع الشيخ زايد إلى أراء لاعبي ومسئولي بعثة الدراويش عن دور الرياضة في نهضة الأمم وصحة شبابها ,أيضا تناقش سمو حاكم أبو ظبي عن دور الأندية المصرية بعد حرب 1967.
مارس 1970 – الإسماعيلي في أبو ظبي والشارقة , مرة أخري
الشيخ زايد يتابع مباراة الاسماعيلي و منتخب ابو ظبي
ويسافر الإسماعيلي إلى الإمارات مرة أخري بداية من 3 مارس 1970 ويفوز الإسماعيلي في أول مبارياته علي النادي الأهلي في أبو ظبي وفاز 9-0 وسجل بازوكا والعربي وهنداوي هدفين وكل من ريعو ونصر وأميرو هدف. كما فاز علي نادي الوحدة في أبو ظبي 9-0 أيضا وسجل بازوكا أربعة أهداف وحسن درويش وريعو وعلي أبو جريشة ونصر وهنداوي هدفا .
وفي المباراة الثالثة يفوز الإسماعيلي علي نادي الخليج بالشارقة 6-0 وسجل علي أبو جريشة أربعة أهداف وبازوكا وحسن درويش هدف .
الشيخ زايد ال نهيان يطالع كنيب اعد خصيصا لجولة الاسماعيلي في الدول العربية
وبالمباراة الرابعة يفوز علي منتخب العين 9-1 وسجل أبو جريشة 3 أهداف وهنداوي هدفين والعربي وأمين إبراهيم هدف. وتبرع الشيخ زايد أل نهيان حاكم أبو ظبي بـ 5 ألاف دولار.
تلك لمحة من التاريخ البعيد و العريق و هذا بجانب عشرات اللقاءات الرسمية و الودية الفردية أو الدورات المجمعة , بين الاسماعيلي و اندية دولة الإمارات و جرت المنافسات في جو رائع من الصداقة الاخوة علي أرض مصر و علي أرض الامارات ..
أيضا تألق العديد من أبناء النادي الاسماعيلي في اندية الامارات سواء لاعبين أو مدربين و كان بالطبع علي رأس كل هولاء
مؤسس كرة قدم الامارات الكونت دي شحتة
كان اعتزال الكابتن شحتة الرسمي في 2 فبراير 1969 و بعد حصوله علي إجازة رسمية من كلية لايبيزج في ألمانيا و هي أحد أهم الدورات إعداد المدربين في عالم كرة القدم في ذلك الوقت . واصل بعدها الدراسة في ذات الكلية و حصل علي دورة خاصة و لم يحصل علي تلك الدورة المتخصصة إلا ثلاث مصريين هم الكابتن شحتة و الكابتن محمود الجوهري و الكابتن طه إسماعيل.
و كانت أول مرحلة للكابتن شحتة بالتدريب في نادي أهلي دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة وتألق الكابتن شحتة خلال فترة قصيرة و هو ما دفع بالإتحاد الإماراتي لكرة القدم بالتعاقد معه ليقود منتخب مدارس الإمارات لكرة القدم في الدورة المدرسية الثانية و التي أقيمت بالإسكندرية و قدم مستوي رائع مع الفريق الوليد .
عام 1972 … و قبل انطلاق مباريات بطولة كاس الخليج الثانية في مارس 1972 و لم يكن لدولة الإمارات فريق بالبطولة الأولى التي أقيمت في البحرين .1970و قد شارك في هذه البطولة أربعة فرق فقط ، و هم : البحرين ، قطر ، السعودية ، الكويت , و استعان إتحاد الإمارات لكرة القدم بالكابتن شحتة لتأسيس منتخب الإمارات و المشاركة بالبطولة و حصل علي المركز الثالث كإنجاز كبير ويسجل التاريخ أن الكابتن شحتة هو مؤسس منتخب الإمارات . و أقيمت بطولة كأس الخليج الثانية في المملكة العربية السعودية ، من تاريخ 15 مارس 1972 إلى 26 مارس 1972 على إستاد الملز في مدينة الرياض وشارك فيها خمس منتخبات هي السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات .. ويحقق فريق الإمارات الفوز الأول له بالفوز علي منتخب قطر بهدف دون رد و كان ترتيب الفرق بناء علي دوري من دور واحد و حصد منتخب الكويت لقب و كأس البطولة.
و يعود الكونت دي شحتة لقيادة منتخب الامارات في بطولة كاس الخليج من 15:29 مارس 1974 , و استعدادات الممتخب للمشاركة بالبطولة وأُقيمت جميع المباريات على إستاد نادي الكويت، وقد أرتفع عدد الفرق المشاركة في هذه البطولة إلى ستة فرق، ولذا تم العمل بنظام جديد للبطولة حيث قسمت الفرق إلى مجموعتين المجموعة الأولى تضم : الكويت وقطر وعمان، أما المجموعة الثاني ضمت : السعودية والإمارات والبحرين، ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة.و قد فاز في هذه البطولة منتخب الكويت وحل منتخب الإمارات في المركز الرابع بعد منتخبات الكويت و السعودية و قطر . و يتم تكريم الكابتن شحتة من مسئولي الإتحاد و يحصل علي درع من الإتحاد الإماراتي لكرة القدم.
و كتب الصحفي و المؤرخ الاماراتي الكبير محمد الجوكر مقال تاريخي بعنوان : الاستثنائي محمد صديق شحتة.. اوضح فيه الجوكر اهمية و تاريخ الكابتن شحتة و مساهمته في تطور أندية الدولة ومنتخبها بلمسات مميزة وضعتها على الطريق الصحيح، لتأخذ مكانها على الساحة الخليجية والعربية بل العالمية وكان أول مدير فني في تاريخ منتخب الإمارات هو المصري شحتة، نجم النادي الإسماعيلي الأسبق ويقول المؤرخ الإماراتي محمد الجوكر عن محمد صديق محمد الشهير بشحتة، إنه “كان أول مدرب محترف يدرب في أندية الإمارات، حيث درب الوحدة والأهلي، ثم انتقل لمهمة الإشراف على المنتخب الوطني في الدورتين الخليجيتين الثانية في الرياض عام 72 والثالثة بالكويت عام 74، بتوجيه من المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم.
ويضيف الجوكر: علاقة شحتة مع الكرة الإماراتية كانت علاقة استثنائية، وقد كشف الكثير من الأمور الخافية التي لم نعرفها من قبل، وتبين لنا مدى حبه لعمله ولأصدقائه، فقد كان أول مدرب متفرغ بأندية الإمارات، وكانت بدايته مع الوحدة عام 1968، وهو لم يكن مدرباً فقط وإنما كان رجلاً تربوياً استطاع أن يدخل قلوب الناس من خلال معايشته للواقع والوجود الميداني وأشار إلى أن شحتة بعد إنتهاء عمله مع منتخب الإمارات تولى الأهلي مجدداً مع نهاية السبعينيات، وقاده للفوز بالدوري الإماراتي 1979-1980، مؤكداً أنه كان رجلاً استثنائياً، تأثيره لم يقتصر على الأهلي فقط، بل إن باقي أندية دبي بدأت تحذو حذوه، وأنه وضع بصمة جديدة في الكرة الإماراتية قبل أن يرحل عائداً لبلاده.
تلك هي لمحة سريعة و مختصرة لتاريخ و علاقة النادي الاسماعيلي مع دولة الامارات العربية المتحدة و التي تمتد الي ما يزيد عن 70 عاما من المودة و الصداقة و الاخوة العربية الخالصة.
