الفراعنة والوان الأندية المصرية .. الاسماعيلي ” كنجت الفرعوني “

كتب:daraweesh

بقلم ا.جمال عبدللحميد …مارس المصريين خلال العصور المصرية القديمة العديد من الألعاب الرياضية المختلفة و تُظهر العديد من الرسوم التوضيحية على جدران المقابر والآثار أن الرياضات مثل الوثب الطويل والمصارعة ورفع الأثقال والتجديف والسباحة والرماية وألعاب القوى وصيد الأسماك وبعض ألعاب الكرة كانت شائعة جدًا لدى المصريين القدماء وذلك كما جاء في كتاب “وصف مصر” نقلًا عن المؤرخ الإغريقي هيرودوت أبو التاريخ الذي أشار انه عندما زار مصر عام 460 قبل الميلاد، شاهد أطفال من أبناء الشعب المصري يلعبون الكرة في قطعة فضاء من الأرض وقد اكتشفت كرات من القش والكتان والجلد بمقابر قدماء المصريين كانت تتكون من طبقات محشية بالقش أو القماش المقطع والشعر ويحتفظ المتحف المصري بعدد من هذه الكرات .

وإذا كانت الرياضية والعاب الكرة بالتحديد قد بدأت وظهرت في العهود والعصور المصرية القديمة فإن من الطبيعي أن تكون الوان الملابس والازياء التي ترتديها الفرق والأندية المصرية بدأت ايضا من فراعنة مصر القدماء فاللون الأصفر الذي يرتديه النادي الاسماعيلي “دراويش الكرة المصرية” والذي اختار اللون الليموني مع بداية تأسيسه عام ١٩٢١ ثم تحول بعدها للبرتقالي واستقر أخيراً علي الأصفر، والمقصود باختيار اهذا اللون أنه لون الأراضي الصحراوية لمحافظة الإسماعيلية بينما يرمز الشورت الأزرق لمجري قناة السويس التي تجري وسط الصحراء والألوان نفسها مستمدة من لون علم المحافظة المعروف بلونه الأصفر ومجري القناة والسفينة التي تمر في منتصف العلم وغصن الزيتون رمز السلام فاللون الأصفر هو أحد الألوان الأساسية الستة عند قدماء المصريين وهي الأبيض – الأسود – الأحمر – الأصفر- الأخضر- الأزرق التي كانوا يستخدمونها في حياتهم اليومية و كانت أحدي الطرق للتعبير عن الحزن والفرح والسعادة والغضب كما كانت هذه الالوان طريقة يعبر بها المصري القديم عن معتقداته ورموزه الدينية والاجتماعية والبيئية .

لم يكن اختيار الالوان في الحضارات المصرية القديمة عشوائيا بل كان لكل لون معني ورمزية خاصة به واللون الأصفر عند الفراعنة يعرف بــ” كنجت”فهو عند الفراعنة لون أبدي وغير قابل للتدمير أو الفناء، وظل اللون الاصفر لدي قدماء المصريين مرادفًا للخلود وهو لون الذهب والشمس ساعة الشروق، كما أنه يعتبر لون جسد الآلهة فكانت بشرة نساء و فتيات الفراعنة أيضاً تلوّن باللون الأصفر الذي كان حاضرًا بالفن الفرعوني حيث استخدم في عصر ما قبل الاسرات وزاد استخدمه في الدولة المصرية الحديثة ولكن يتم استخراجه من عدة مصادر منها المغرة الصفراء وهي أرض طينية طبيعية عبارة عن مزيج من أكسيد الحديديك وكميات متفاوتة من الطين والرمل ويتراوح لونها من الأصفر إلى البرتقالي الغامق أو البني وتتواجد المغرة بكثرة في الصحراء الغربية والشرقية والواحات البحرية .

واستخدم المصرىين القدماء مادة “الاوربمنت” الصغراء اللون ابتداء من الاسرة الثامنة عشر في عهدي تحتمس الثالث و حتشبسوت وقد وجد كيس من الاوربمنت بجانب مقتنيات الملك توت عنخ امون في مقبرته حيث كان يستخدم فقط في مقابر الملوك و الملكات لغلو ثمنه، لذلك سمي بالاصفر الملكى او الاصفر الذهبى او الرهج الأصفر .