
كتب:daraweesh
خلال موسم الصعود و العودة إلي الدوري الممتاز 61-62 و بعد أربعة سنوات عجاف في دوري المظاليم قضاها فريق الدراويش بكل صبر و جلد و التي عاند الحظ فيها الدراويش بطريقة غريبة و عجيبة . كانت مجموعة من ناشئ الدراويش كانت قد ظهرت بمستوي عالي و متفوق . و كان منهم الناشئ أميرو الذي تم تصعيده إلي الفريق الأول و من الناشئين المميزين الآخرين كان علي أبو جريشة و محمد أبو السعود و عبد المطلب فرغلي و عبد الرحمن انوس و غيرهم
و للناشئ محمد أبو السعود قصة طريفة بسبب : مسمار في جزمة أبو السعود
كان الناشئ محمد أبو السعود لاعب لامع بصفوف الناشئين و كان يلعب بقلبه و عصبية تصل إلي البكاء أن لم يوفق في الأداء و هو نوع من اللاعبين نراه يتكرر في بعض اللاعبين بطريقة نادرة من حرصهم علي مصلحة الفريق بطريقة حساسة للغاية
كان لقاء الاسماعيلي و المنصورة بالإسماعيلية بالدرجة الأولي و في نفس موسم الصعود للكبار و حضر فريق المنصورة أيضا مع فريق 18 عام و كان يلعب للدراويش المهاجم الواعد محمد أبو السعود و الذي ظهر بعيدا عن مستواه و هو ما أثار سخط مدربه طوال الشوط الأول و الذي انتهي بتقدم المنصورة بهدفين نظيفين !!!!
و طلب المدرب علي عمر من أبو السعود اللعب بجدية و إصرار علي مرمي المنافس و لكن الناشئ أبو السعود اشتكي من وجود مسمار في الحذاء الجديد الذي استلمه من عم عبده …!!! و كانت الأحذية تصنع محليا و بطريقة المسامير بدلا من اللزق الحراري المعمول به بالوقت الحالي
و استمع الكابتن رضا إلي الحديث و لكنه صرخ في الناشئ أبو السعود و قال له : بلاش حجج فارغة و حاعطيك الحذاء الخاص بتاعي و نشوف حتعمل إيه و لكن باقول لك شد حيلك
و بكي الناشئ أبو السعود و هو يقسم : السبب مسمار في الجزمة .. مش أنا
و كان الكابتن رضا معروف بأناقته و شياكته داخل الملعب و خارجه و كان يلعب بحذاء ( اديداس ) ألماني خاص و جميل مشتري من خارج مصر .. و أرسل عم زغلول لإحضار الحذاء الاديداس و منحه لأبو السعود و كان قياس 40 و اكبر قليلا من قدم أبو السعود و لكن ربطه بطريقه جيدة و ابتدأ الشوط الثاني بين الاسماعيلي و المنصورة 18 .. فإذا بمحمد أبو السعود يحرز أربعة أهداف دفعة واحدة و يفوز صغارالدراويش 4-2 .. و بعد كل هدف كان أبو السعود .. ينظر إلي خارج الملعب و يبحث عن الكابتن رضا لكي يشير إلي الحذاء.. الاديداس الألماني
و كان المدير الفني وقتها للفريق الأول هو المجري كوفياتش و كان معجب بالناشئين محمد أبو السعود و علي أبو جريشة ويستدعيهم للمران مع الفريق الأول وكان يتحدث اللغة العربية – مكسر – و لكن بالشتائم و الصراخ علي اللاعبين كان .. لبلب !!! و لاحظ كوفاتش أن الناشئ أبو السعود مع كل إمكانياته الفنية لا يجيد اللعب بالقدم أليسري و شاهده في المران انه دائما ما ينقل الكرة من الشمال إلي اليمين عندما يريد التسديد و يضيع الفرصة بعدما يكون حارس المرمي و المنافسين قد عدلوا أوضاعهم في جزء من الثانية و يضيع أبو السعود فرصة التسديد المفاجئ بالقدم اليسري
فاحضر الكابتن كوفياتش جهاز خاص للمران هو كرة عادية مربوطة بأستيك 20 متر و يثبت بمسار في الأرض و علي أبو السعود استمرار التسديد بالقدم اليسري فقط . و أحرج أبو السعود جدا و كان قوامه رقيقا و لم يستطع سداد الكرة بالشمال إلا لمسافة 2 أو 3 متر !!! فقط
و لكن كوفياتش طلب منه عدم اليأس و بدأ أبو السعود في التقدم و التعود علي السداد بالقدم اليسري بطريقة رائعة و لكن كوفايتش عاقبه … بدلا من مكافاءته !!!
الناشئ محمد ابو السعود مع الساحر الصغير علي ابو جريشة
دوسوا علي قدم أبو السعود الحافية
أعطي المدير الفني كوفايتش – أمرا مجريا حادا – إلي أبو السعود أن يخلع فردة حذاء القدم اليمني و يلعب بالقدم اليسري وكأن اليمني غير موجودة .. بل و يراوغ بها المنافسين و هو أمر مستحيل تمام علي لاعب تعود اللعب و المراوغة بالقدم اليمني . و لكن كوفاتش رفض الاستماع إلي أبو السعود و أحضر المدافعين عبد المنعم معاطي و عبد العزيز صالح و أمرهم – بشده – أن يدوسوا علي قدم أبو السعود الحافية أن لمس بها الكرة في المراوغة الالتحام
و تصاعد صرخات أبو السعود إثناء المران ووصل إلي البكاء و لكن المجري كوفايتش كان مصمما علي ما يريده … و كما قلنا بالسباب و الشتائم .. ماركة المحطة الجديدة .. !!!! و بالإصرار أصبح النجم الأيسر و الأيمن محمد أبو السعود و أحرز هدفين في منتهي الروعة بشباك نادي الزمالك من تسديدتين بالقدم اليسري رغم خسارة الدراويش من الزمالك 3-2 لفريق 18 سنة
و كان المدير الفني كوفايتش له لمسات رائعة في تمرين المهاجمين علي وجه الخصوص و منها استقبال الكرة و خداع المدافع بلمسة واحدة و هو ما يفقد المدافع توزانه و خاصة أن كان الخداع من اعلي المدافع كما شاهدنا في هدف احمد العجوز في التسعينات في الأهلي و هدف بشير عبد الصمد التاريخي و الشهير في الترسانة
و ابدع أبو السعود في تمرير الكرة من اعلي المدافع بالرأس و استلامها من خلفه و كان يوصي زملائه بتسقيط الكرة من الأجناب إلي منطقة الجزاء ليجرب ما نصحه به المجري كوفاتيش
و هو يوضح أن طريقة الاهتمام بالناشئين بالدراويش و هم نجوم الغد .. هي من أساسيات النادي الاسماعيلي الأصيلة .. لان نجوم الصغار و الناشئين هم نجوم الغد بالاسماعيلي العريق و الكبير ’’ يأتي هذا في الوقت الذي كان بالاسماعيلي طاقم فانلات واحد فقط – يلعب به الفريق الأول و الناشئين
لكنه الاسماعيلي العظيم و الكبير و العريق
فريق السكند قبل مواجهة الفريق الأول للإسماعيلي و يظهر في الصورة جمال النونو و خليفة و علي أبو جريشة و أسامة و محمد أبو السعود و راسم و إسحاق و عز الدين و محمود روما.. و كان الفريق الأول مكون من عبد الستار و عبد العزيز صالح و ميمي درويش و ميمي شعبان و السقا و يسري طربوش و العربي و شحته و زكي عبد الرحمن .. و فاز فريق السكند 3-2 و سجل النونو هدفين و علي أبو جريشة هدفا و سجل للفريق الأول رضا و شحته
رحمة الله تعالي و مغفرته علي عبده محمد ابو السعود
