
كتب:daraweesh
كانت حرب 5 يونيو 1967 .. صعبة و مريرة التأثير علي كل الشعب المصري و لكن أهل مدن القناة كان نصييهم مضاعفا من المعاناة و التهجير من بيوتهم و مفارقة الاهل و الأحباب و التشتت في كل المحافظات و المدن المصرية
و كان و لابد ان يدفع النادي الاسماعيلي فاتورة التشتت و الضياع بعد النكسة و كان الفريق الاول للنادي هو بطل الدوري موسم 66/67 و الفريق في احسن حالاته و لكن كان اثر النكسة صعب للغاية علي الفريق و اللاعبين و خاصة ان الاقاويل حملت مسئولية النكسة للاعبي كرة القدم و اهل الفن و الغناء .. فكانت صرخة النادي الاسماعيلي بالقيام بدور وطني لم يتكرر في تاريخ مصر و بعد اقل من 4 اشهر علي نكسة يونيو 67 كان تجمع الفريق و المران بقوة و جدية استعدادا للترحال و التجوال في المدن الخليجية و العربية لجمع اموال لصالح المجهود الحربي و كتب موقع اسماعيلي اس سي عن دور الاسماعيلي في تلك المرحلة الصعبة و اعاجة الثقة في الرياضة عامة و دورها الوطني الجميل و ذلك ليس بغريبا علي النادي الاسماعيلي و هو النادي الوطني الاول في مصر
و كان توقف النشاط الرياضي في مصر .. و رغبة كل الرياضين في مشاركة الدراويش في ملحمة المجهود الحربي و شارك الكثير من لاعي الاندية في جولات و رحلات الاسماعيلي في الدول العربية من بداية عام 1968 و بالفعل شارك العديد من نجوم الكرة المصرية مع فريق الدراويش و اصبحوا جزء لا يتجزء من الفريق و تشكيله خلال جولات المجهود الحربي التي استمرت طوال عام 1968 و جزء من عام 1969
لكن كان لذلك اثر سلبي و هو عدم ظهور صف ثان في فريق الدراويش و كانت الظروف لا تسمح و لا تمكن ادارة النادي من اعادة قطاع الناشئين لتغذية الفريق الاول .. و رغم ذلك كان القرار في مشاركة الاسماعيلي في البطولة الافريقية للاندية الخامسة بفريق كله من ابناء النادي الاسماعيلي و كان عددهم فقط لا يتجاوز 17 لاعب من ابناء النادي و بعضهم تقدم في السن و لم يشارك في مباراة واحدة من البطولة الافريقية 1969 و التي فاز بها الدراويش و حمل الكابتن ميمي درويش كاس افريقيا الاول لمصر و لكل الدول العربية في 9 يناير 1970
و اصبح الفريق الاسماعلاوي في حاجة الي الدعم من لاعبي الاندية المصرية خلال الاشتراك في بطولة افريقيا للاندية اعوام 1970 و 1971 و 1972 و شارك مع الاسماعيلي من لاعبي الاندية العديد من نجوم الكرةالمصرية مثل الحملاوي و هاني مصطفي و مجدي كامل و فاروق السيد و طه بصري
و الحقيقة ان مشاركة نجوم الكرة المصرية مع فريق الدراويش عامل ايجابي و لكن كان له اثر سلبي و هو ان كل نجم له اعلامه و محبوه و صحفيوه و اصبح هناك ضغط علي الادارة الفنية للفريق من ضرورة مشاركة النجوم و هو ما افقد الفريق الكثير من الانسجام و الاستقرار الفني و لذلك خرج الاسماعيلي من بطولات افريقيا اعوام 1970 و 1971 و 1972 و لنتذكر ما قاله الكابتن علي عثمان عن موسم بطولة أفريقيا 1970 و الذي قال عنه إن إضافة نجوم الأندية كان إضافة للفريق و لكنه افقد الترابط و الانسجام و الولاء للفريق و زادت المشكلة عندما تم التركيز الإعلامي من كبار الإعلاميين و الصحفيين و النقاد و الذين كانوا يرافقوا الفريق و كانت الأحاديث عن من يشارك من النجوم و من لا يشارك اعتمادا علي الأسماء و النتيجة أن أصبح للفريق عدة مدربين و مديرين فنيين
بطولة إفريقيا 1973 و الاعتذار بسبب حرب اكتوبر
لذلك كان لابد ان يعتمد الاسماعيلي علي ابناءه و خاصة ان نشاط كرة القدم قد عاد علي استحياء و عاد نجوم الكرة الي انديتهم .. و اشتد عود بعض الصاعدين من ابناء النادي و تم تدعيم الفريق ببعض اللاعبين .. فكان قرار ادارة الاسماعيلي بالاعتماد علي ابناء النادي و الصاعدين .. و بالفعل عاد الاسماعيلي للمشاركة في بطولة افريقيا 1973
و كان القوام الرئيسي للفريق مكون من حسن مختار و محمود حافظ و أبو ليلة و أبو أمين و محسن مصطفي و حسن درويش و هندي و سيد بسطامي و حسن مبارك و سيد عبد الرازق و علي أبو جريشة و أسامة خليل و السنغالي أمين دابو و شيرين فوزي و انوس و جمعة و إسماعيل حفني و احمد بيومي و محمد طه وبقيادة فنية الكابتن شحتة
كان التحدي كبير أمام الدراويش للعودة بقوة إلي حلبة المنافسة بقوة من اجل استعادة ألكاس السمراء الغالية
بدء الاسماعيلي المنافسة بالسفر الي الصومال لملاقاة فريق هورسيد يوم 2 مارس 1973 في الدور التمهيدي للمسابقة و خسر فالدراويش في مقديشيو بنتيجة ثقيلة 3-1 و و في لقاء العودة في إستاد القاهرة يوم 16 مارس , افترس الاسماعيلي فريق هورسيد الصومالي 4-0 و سجل للاسماعيلي بازوكا هدفين و أبو جريشة و إسماعيل حفني
و يخوض الاسماعيلي دور الـ 16 أمام فريق أهلي بنغازي في 25 مايو بالقاهرة و عاود الاسماعيلي نتائجه القوية و فاز 4-1 بهدفين لكل من أسامة خليل و إسماعيل حفني و يؤكد الاسماعيلي فوزه علي فريق أهلي بنغازي علي أرضه بهدف نظيف للنجم اسامة خليل
ثم يحقق الاسماعيلي تعادل سلبي في نيروبي مع نادي برويزي بطل كينيا في 2 سبتمبر في ذهاب دور الثمانية –ليتخطي الاسماعيلي بطل كينيا في القاهرة في موقعة وحشية في 14 سبتمبر بالفوز 2-1 في مباراة أشبة بالكاراتية و الملاكمة و يصعد الاسماعيلي الي الدور قبل النهائي بقوة وجدارة و ليواجه نادي كوتوكو الغاني و الذي اقصي الاسماعيلي من البطولة الافريقية مرتين .. و كان اللقاء ثأريا بمعني الكلمة و كان الجميع علي اهبة الاستعداد للقاء بطل افريقيا السابق و الاسبق في لقاء يحمل كثير من المعاني و كانت نتائج و اهداف الدراويش في مشوار البطولة تؤكد ان الاسماعيلي سيستعيد كاس افريقيا الغالية
و في انتظار تحديد موعد مباراة قبل النهائي امام فريق كوتوكو .. كان جنود مصر البواسل يعبرون قناة السويس في اعلان لملحمة الانتصار التاريخي لمصر في 6 اكتوبر 1973
و توالت اخبار و البيانات العسكرية التي تؤكد نجاح القوات المصرية في الاطاحة بالعدو الصهيوني … و في نقس الوقت كان و لاب د من قرار من ادارة الاسماعيلي بالاعتذار عن استكمال البطولة يوم 18 أكتوبر .. و رغم انه كانت محاولات لاثناء ادارة الاسماعيلي عن قرارها .. لكن كان الرد ان الاسماعيلي جزء من المعركة و لا يمكن ان يخوض مباريات و تدريبات و سفر و ابناء مصر يسطرون بدمائهم اروع ملاحم الاتصار
و نؤكد ان لاعبي الاسماعيلي جميعهم رحبوا بقرار الاعتذار عن استكمال البطولة بكل فرح و تفاهم و كان الشعور الوطني بفرحة العبور اقوي من اي مشاعر اخري و كان القول السائد بين اللاعبين حسب تعبير الكابتن اسماعيل حفني النجم الصاعد وقتها : اعتذارنا مش مشكلة بل هو الواجب الوطني لكل ابناء الاسماعيلي و اننا سنلعب البطولة القادمة و ارضنا محررة باذن الله تعالي
و صعد الي الدور قبل النهائي بدلا من الاسماعيلي , فريق برويزي كينيا ليواجه فريق كوتوكو بطل غانا و الذي خسر النهائي لصالح نادي فيتا بطل زائير
هنان نقطة لابد من ذكرها .. ان الاسماعيلي كان يعاني ماديا بشكل كبير في تلك الفترة و تعدت مديوناته 140 الف جنيه و هو مبلغ ضخم جدا بمقاييس تلك الفترة ,, و ذلك بسبب السفريات و عدم وجود موارد مالية للاسماعيلي و كانت رواتب اللاعبي الشهرية تتراوح بين 28 الي 35 جنيه حسب الفئة و مصاريف النادي ككل لا تتجاوز 1200 جنيه لرواتب اللاعبين و الجهاز الفني و غيره
و مع كل تلك المديونيات ..كان الاسماعيلي هو اول المساهمين في اول استدعاء وطني في 4 نوفمبر 1973 , قدم النادي الاسماعيلي مبلغ 1000 جنيه إلي لجنة نجوم الكرة التي تجمع التبرعات لصالح جمعية الوفاء و الأمل التي أنشئت لتقديم خدمات لأبناء الشهداء و مصابي حرب أكتوبر و العمليات الحربية في ذلك الوقت و كانت الجمعية برئاسة السيدة جيهان السادات حرم الرئيس انورالسادات .. و كان امين صندوق الجمعية المهندس عثمان احمد عثمان رئيس الاسماعيلي و وزير التعمير
