
كتب:daraweesh
في الذكري 57 لرحيل النجم الكابتن رضا .. نتذكر بدايته التاريخية
كان اللاعب الناشئ الصاعد رضا قد ذاع صيته كلاعب ماهر و مميز في ناشئ النادي الاسماعيلي و شارك في منتخب ناشئ الإسماعيلية و غيرها من المحطات الهامة في مسيرته .. لكنه كان دائما يتطلع و يتمني المشاركة بالفريق الأول بالنادي الاسماعيلي و يأمل أن يتواجد داخل المستطيل الأخضر بجانب أساطير الفريق في منتصف الخمسينات و منهم من شارك دوليا مع منتخب مصر داخل و خارج مصر .
و كاد حلم رضا أن يتحقق بالفعل في الاسكندرية في مواجهة فريق الترام و كانت بتاريخ 20-2-1957 و ذلك عندما فوجئ رضا بطلب من الكابتن علي عمر لاعب الفريق الأول بأن يرتدي الملابس الخاصة ليكمل الفريق بعد غياب اللاعب فتحي نافع . و أرتدي رضا ملابس الفريق و لكنه فوجئ بكابتن الفريق سيد أبو جريشة و بالتنسيق مع مدرب الفريق أحمد أبو جريشة , رفض مشاركة رضا وفضل مشاركة زميله شحتة, بناء علي خطة اللعب و جلس الصغير رضا يشاهد المباراة و التي انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين
و عاد تفكير رضا يردد السؤال: متى ستأتي الفرصة لكي يمسك بها و لن يتركها أبدا .. متى سيشارك مع الفريق الأول في مباراة رسمية بالدوري العام و خاصة انه شارك و أبدع و هدف في المباريات الودية و شارك في مباراة كاس مصر أمام فريق دمياط في 9 مارس 1957 و لكنها كانت في دمياط ..و من الطبيعي أن مباريات الدوري هي الأهم و الأكثر شعبية و منافسة قوة و لذلك كان رضا ينتظر الفرصة علي أحر من الجمر و خاصة أن زميله و رفيق مشواره شحته قد سبقه للمشاركة مع الفريق الأول في الدوري , حيث شارك شحتة لأول مرة في 20 يناير 1957 في مواجهة فريق المصري بالإسماعيلية و فاز الاسماعيلي بهدفين نظيفين . و يظل السؤال ظل يتردد في عقل الساحر الصغير رضا : متى يشارك مع الفريق الأول في الدوري
و للحقيقة كان القدر كريما جدا مع الساحر الصغير ,, حيث جاءت الفرصة بتفاصيل إضافية رائعة و علي ارض الإسماعيلية و في مباراة احتلت تقديم إعلامي خاص بها
و نبدأ القصة من أولها
كان الاسماعيلي علي موعد لاستضافة فريق طنطا المتحفز للانتقام . في الأسبوع 18 من الدوري العام موسم 1956/1957 ..و كان الاسماعيلي قد فاز علي فريق طنطا في عقر داره بهدفين مقابل هدف في الأسبوع الرابع من الدور الأول و سجل للاسماعيلي فؤاد سالم و فكري راجح .
و الحقيقة كان الاسماعيلي فريق كامل متكامل من أصحاب الخبرة و الشباب و يمكن القول أن كل خطوط الفريق بها نجوم كبار و كانت الفرق المنافسة لا تعرف من سيسدد و من سيسجل أهداف في مرماها .. كان هذا في موسم 1956/1957 و قبل الحادثة الكبيرة برحيل نجوم الفريق الكبار إلي خارج الاسماعيلي بنهاية نفس الموسم و تعرض الاسماعيلي إلي أزمة عنيفة تسببت في هبوطه إلي دوري المظاليم بنهاية الموسم التالي 1957/1958
نعود إلي مباراة الاسماعيلي و طنطا في 15 مارس 1957 و كما قلنا أن فريق الاسماعيلي كان متكامل و يظهر ذلك في التشكيل الذي لعب به الاسماعيلي و حتى أن كان اضطراريا بسبب غياب بعض النجوم للطرد في مباراة اتحاد السويس و الاسماعيلي حيث طرد الحكم محمد حسن حلمي ’ نجمي الاسماعيلي دميان و بيضو .. و خلال الأسبوع ما بين المباراتين رزق دميان بطفلة أطلق عليها اسم ( عايدة ) و ظل لقب أبو عايدة ملازم لدميان من بعدها و أيضا غاب اللاعب الداهية أبو بكر بيضو للإيقاف .. و مع ذلك كان تشكيل الفريق مكون من : عطية و خليل سامبو و علي حسين و مصطفي يونس و سيد أبو جريشة و أنور الشريف أبو حديد و فكري راجح و صلاح أبو جريشة و رضا و طه أبو العلا و فؤاد سعودي
أما فريق طنطا تكون من حسني شعراوي و فرج و عليوه و أبو عياشة و عاشور و حسن غريب و محمد توتو و ابراهيم توفيق و قدورة و محمود لطفي و رمضان المن
وكان حكم المباراة حسين أمام و عاونه احمد درويش و سيد منسي
كان غياب النجمين دميان و بيضو ,, فرصة للدفع بنجم الفريق الصاعد رضا كأساسي من بداية المباراة .. و كان هناك كيمياء رائعة بين جماهير الاسماعيلي و بين نجم الناشئين الصاعد بقوة بسرعة الصاروخ و كانت سيرة رضا كفنان و هداف بدأت من قبل عام بالمباريات الودية مع الاسماعيلي وأشهرها مباراة الاسماعيلي وفريق الكلية الحربية و فاز الاسماعيلي 4-1 و كان نصيب رضا هدفين .. و في 9 مارس 1957 و هو موعد أول مباراة رسمية لرضا في مسابقة كاس مصر في دمياط و فاز الإسماعيلي بهدفين مقابل هدف و سجل للاسماعيلي علي عمر و صلاح أبو جريشة .. و كان بغياب سيد أبو جريشة و بيضو و دميان و ملء رضا غياب نجوم هجوم الفريق
كتجربة للنجم الصاعد لمباراة الدوري أمام فريق طنطا
و من بداية المباراة كانت أعاصير هجوم الاسماعيلي أمام مرمي الفريق الضيف و تحمل دفاع طنطا عبء الهجوم المركز .. لكن بالدقيقة الخامسة يمرر صلاح أبو جريشة إلي النجم الصغير رضا و الذي يلف جسده 180 درجة و يسدد إلي يمين الحارس حسني شعراوي ,, ليسجل رضا هدفه الرسمي الأول له مع الدراويش و هدف المباراة الأول
و يحاول طنطا العودة للمباراة و يبعد سيد أبو جريشة كرة خطرة مرتدة من العارضة سددها مهاجم الغربية ابراهيم توفيق و مرة أخري بالدقيقة 30 ساعد الحظ حارس الاسماعيلي عطيه منقذا كرة خطرة ثنائية من قدورة و ابراهيم توفيق ….. و يشعر الجمهور بالقلق و يهتف للفريق أن يؤمن الهدف و بالفعل كان رضا بالميعاد بالدقيقة 31 .. عندما سدد صلاح أبو جريشة كرة قوية ارتطمت برأس عاشور و ذهبت إلي فكري راجح و الذي مررها إلي رضا و بالكربون ,,,يجهز الكرة لنفسه و يدور 180 درجة و يسدد في مرمي مسجلا الهدف الثاني له و للدراويش
و تأخر بداية الشوط الثاني بسبب حضور الجماهير بكثافة و كان بعضهم داخل المساحة المحددة للملعب و أن بقوا خارج الخطوط و رفض الحكم بداية الشوط الثاني إلا بخروج الجماهير خارج حدود الملعب و بالفعل كانت الجماهير تتدافع لتدخل حدود الملعب و هو ما رفضه الحكم حسين أمام
و بالدقيقة 12 راوغ قدورة دفاع الاسماعيلي أنور و يونس و سيد و سدد قذيفة لم يراها حارس الاسماعيلي إلا في الشباك و هو ما احدث ارتباك في فريق الاسماعيلي و تفوق قدورة في أكثر من هجمة خطرة.
لكن رضا يرد الهدايا يراوغ دفاع طنطا و يمرر الكرة إلي صلاح أبو جريشة و الذي يشمس احد أفراد الدفاع و لكن أبو جريشة يقلش و تضيع فرصة تهديف أكيدة
و يتجلى رضا مرة أخري في مكانه المفضل كجناح أيمن و يرفع كرة بالمقاس إلي رأس فكري راجح و الملفوفة بالشاش و يسجل هدف الاسماعيلي الثالث بالدقيقة 25
و يعود رضا بعدها ليكرر المراوغة السريعة من الحركة و يمرر إلي صلاح أبو جريشة بالمقاس و بكرة خلفية مزدوجة يسجل هدف الاسماعيلي الرابع و لكن الحكم حسين أمام يرفض احتساب الهدف بسبب وجود أطفال بجوار القائم.. و كان في نفس اللحظة احد الجنود يحاول إبعاد الأطفال من حول المرمي و هو الأمر الذي منع الحارس من رؤية الكرة بسهولة و هو سبب إلغاء الهدف الرابع و بقيت الأهداف ثلاثة فقط ,,للدراويش و هدف لفريق طنطا .. و أول هدفين للأسطورة رضا
و بالفعل تمسك رضا بالفرصة كما قلنا في بداية التقرير و لعب 6 مباريات من ثمانية مع الفريق الأول و كان عمرة وقتها اقل من 18 عاما..رحمة الله عليه.
