
كتب:daraweesh
مقال بتاريخ : 3 اغسطس 2008
بعد ان قدمنا للانتاج الفني الرائعة الخالدة
رد كلــــــــــــــــبي
أفعص
هنا
تقدم بكل فخر و فخفخينا عالية .. قنبلة الموسم و كل موسم
الفيلم التراجيدي المؤثر الي درجة كبيرة و سمينة و ملظلظة
الفيلم الذي طال انتظاره
جعـــلوني مظلـــــــــــــــــــــــما
قصة شاب حاول يلبس جلباية … مش مقاسه … و طلعت اكبر من حجمه و مع ذلك صمم انه يطلع يجري بيها .. اتكعبل و اتعفر و اتزفلط … و كان حظه مدوحس خالص خالص
الشاب سلطان العسكري .. عاش فترة من زمانه ..بيشتغل و بيبني و يعمر المباني و معاها ..الطاسة .. مفيش مشاكل و لا نت و لا وجع قلب .. و لا أي حاجة من التجديدات و التعاقدات و بلح الامهات او حاجة خالص علي وزن فعالات
سلطان العسكري … كان مبسوط و ( مونون )علي طول من البيت للشغل و من الشغل ,,,, الي منتدي عم : حودة كاوتش الانفاس و من عند كاوتش الي السرير عدل …. مفيش مشاكل و لا مواقع و لا فلوس زيادة و لا نقصان
صورة كلوز لتصاعد دخان … مع منظر بزاوية توضح – شباك يدخل منه اضواء الشارع تظهر الدخان .. بكل وضوح .. مع أصوات … بشرية متداخلة … و ضحكات و قافية و صوت خافت لكركرة واضحة
الجو العام …. ليلة انفاس ملعلعة … و التكييف شغال و علي خلفية موسيقي نانسية ملهلبة : أخاصمك اه … اسيبك لا
و الولعة دايرة و مستطيل في وسط شبه منحرف تماما … و الواد أنكش … محزم وسطه بكرافتة الهندسة الكبير .. و قاعد – يكرس – مجهودة لاسعاد و سطل الجميع .
و يغني : بتلوموني ليه لو شفتم – عينيه – مسطولين قد ايه ..حتقولوا انشغالي و – سكر – الليالي .. مش كتير عليه …طمطم
المهم الواد أنكش … راح يغير ميه البرطمان … و فجأة .. رن جرس اللفلفون …. أنكش ساب اللي في ايده و راح يرد علي الفلفون
ايوة موجود يا باشا .. بس بعافية شوية و دخل يريج شويتين
روح صحيه و قول له ..فز …قووم … المعنننا … الكبير عايزك ضروري
اصحي مين يا باشا ..ده الواد سيد هاموش … زعق جنبه انبارح و هو نايم … رقعه كف …. اتظرش بعدها
…… ايه …ايه ….. لا مؤاخذه يا باشا … حاضر …. حاضر …. عينيه …. ثواني يا باشا .. انا رايح له ..اهوه
الكامرا تتحرك ببطء شديد … و يسبقها الواد : أنكش و يتركها تصور الجو العام في تركيز علي اللي صاحي نص و نص و النايم علي روحه و هو قاعد
و ترجع الكاميرا الي سماعة اللفلفون … و هيه مركونه علي كرتونة هوبهوب مكتوب عليها : ان سابك الحظ و طار .. هاتوا بالاوتار
و الاوتار هنا يا جماعة الخير مش اوتار الانغام ..ده نوع هوبهوب قديم من ايام العز الفرنساوي العال الغالي
المهم
ايدي مرتعشة غير نظيفة جزئيا و خاصة فيما يخص الاظافر .. تتناول السماعة و لا يظهر في الشاشة الا شكل كرتونة الهوبهوب
و الحوار من طرف واحد لزيادة الغموض حول شخصية – المعننا – الكبير
ايوة يا باشا اؤمر … خير ..فيه ايه
حاضر حاضر .. بس – أطس وشي بشوية ميه و اجي لك علي طول
ماشي يا باشا خليها بكرة الصبح كده – علي الظهر يعني في حوالي الساعة ثمانية العصر كده .. اهو بكرة الاتنين و بعد صلاة الجمعة .تلاقي الشوارع فاضية و تسير العربيات في إتجاة واحد
مش بأخرف يا – معننا – ده بس الواد الفحام ..كان مكتر البهارات تقريبا
حاضر يا باشا … عيوني يا باشا .. من النجمة حاكون عند سعادتك … عايز حاجة تاني … انت تؤمر ..اجيب معايا – قفة – جمبري كده علي الماشي
ماشي يا باشا .. اسيب حضرتك و اروح ..أكتم .. شوية .. اصل اليافوخ ..صحصح تاني
منظر خارجي للشارع الكبير علي الترعة … و الشاب سلطان الجندي … لابس اللي علي الحبل و مطقم شوية الوان اخر استمزج … اصفر علي اخضر علي فستقي علي كحلي و بحلقي كمان
بيعدي الشارع …. تعلو صوت الموسيقي .. و تتحرك الكاميرا بعشوائية و تجيب الفوقاني تحتاني .. مع صوت فرملة عالية صارخة تنتهي بصوت اصطدام قوي ..ينتهي بصوت … دحرجة صفيحة علي ارض صلبة
و صوت روائي فخم … يروي ما حدث مع خلفية تبدأ من صورة سيارة مهشمة تماما و تتصاعد الي السماء التي – فجأة – تعطي صوت برق و رعد … و تبدأ في هطول امطار رعدية قوية صادرة من خرطوم خاص للمطافئ يستخدم لتصوير مثل تلك الاجواء
يقول الصوت الروائي الفخم
شاءت الاقدار ان يحرم النادي الكبير من تولي رئاسته ..السيد سلطان العسكري الذي تعرض الي حادث أليم اصيب به سيادته عند دخوله الي
و تم القبض علي سائق السيارة الذي كان نائما في – منزله – وقت وقوع الحادث و تم اصطحابه الي مبني النيابة العامة للتحقيق … الذي ثبت من التحقيق ان السيارة كانت – مركونة – باركيننج علي احد جوانب الشارع …. و ان المدعو سلطان العسكري .. هو اللي اتزحلق في قشرة موز … و خبط في السيارة المبركنة – اصلا
و تم الافراج عن السيد سائق السيارة بعد تسديد غرامة قدرها تساوي عشرة جنيهات و قرش صاغ واحد لانه اهمل تزويد الردياتير بالمياه .. و كان مؤشر المياه ..ناقص ..مما أدي الي حدوث اصابات و كسور من الدرجة الاولي في المواطن سلطان الجندي
ينتهي الصوت – الفخم – بصورة متحركة ببطئ شديد لاحدي الممرضات – من الخلف – الملظلظة – تزداد الرجرجة مع الحركة .. و تتوجه الي غرفة خاصة يرقد فيها السيد سلطان العسكري … الا أي حد تاني ..مش مهم
لان مفيش حتة باينه خالص منه … كله شاش في شاش … و ايديه الاتنين و رجليه الاتنين معلقين في السقف .. و ذلك من اجل التأثير علي المشاهد البرئ .. لتقدير حجم الكارثة
و يعود الصوت الفخم و يقول
أي ايدي خبيثة تركت السيارة واقفة علي جانب الشارع … بدون مياه في الردياتير … مما تسبب في منع تولي السيد سلطان العسكري رئاسة النادي الكبير – ان من ترك السيارة المركونة هو المسئول – بلا شك – في اصابة وش السعد و البرد و الحر في تولي دفة القيادة في فترة تعد من اصعب الفترات في تاريخ النادي .. انها ايدي خبيثة تعبث من وراء الستار في مقدرات النادي و تحرمه من السيد العسكري القائد الهمام
وليعلم صاحب السيارة و من واره ..ان معالي – المعننا – الكبير – قد اصدر قرارا فرمانيا عاليا بتولي السيد سلطان العسكري رئاسة النادي منذ شهرين و بأثر رجعي كمان …..هه
بعدها يتسع الكادر ليظهر – السيد صاحب المعالي – المعننا – من قفاه – و لا يظهر وجه طوال المقابلة و هو جالس علي كرسي فخم وثير … و يدخن سيجار بمباري كبير ..يصنع سحابة من الدخان بشكل مريب يزيد من هيبة السيد – المعننا – و يخرج الدخان من فمه بكل كبرياء و يتحدث السيد المعننا و لا يفهم من كلامه شئ بسبب صوت الموسيقي الكلاسيكية العالية
تبدأ الموسيقي السيمفونية في الانخفاض التدريجي ليظهر ملامح صوت المعننا و يقول
خلاص يا عسكري كلها يومين و تشيل الشاش ده كله ايه ده هو اللي مربطك ..دكتور .. و الا منجد
أممممممممممممممممممممممممم
ملحوظة سيناريو : ده صوت العسكري طبعا علشان مربط حتي الثمالة
بس انت شد حيلك و علي طول حتقعد في النادي غصب عن التخين و حنبوظ الانتخابات و عندنا شوية اراء و مفشلتية و لا احسن مفشلتية في العالم … بس انت يالا قوم
أمممممممممممو ما مممممممممممممم
طبعا يا عسكري ..ما تخافشي انتخابات ايه و لعب رجالة ايه … يبقوا يقابلوني و لو عملوا ..الللي .. مفيش فايدة
أممممممممي مومامليمي ممممممممممممممممم
مفيش فايدة طبعا … احنا نخليها ولعة علي دماغ المرشحين و صاحبنا في النادي حيظبط المسائل ..ما تقللقشي ..انت بس ..خليك في اللي انت فيه
أمممممممممممم اموم امامولي ممممممممممممم
الدنيا حر موت و رجالتنا جاهزين و شداد عتاولة و الرافضين المفشلاتية زي القل و قابضين و مروقين حنخليها يوم في البطاطس خالص
أممممممممممممممممممممممممم
خلاص اسيبك انا علشان اروح اشوف مصنع العسلية و نبوت الغفير الجديد في أخر الشارع ..سلاموش
أممممممممممممممممممممممممم اموندم
……………………….
صورة .. وراء صورة توضح تعافي السيد سلطان العسكري و يبدأ في التحرك بمساعدة الممرضة الملظلظه اللهلوبة
و مقطع من محاولة الممرضة الممتلئة و هي تحاول – إطعام العسكري باشا – من طبق بالوظة بالمكسرات ….. و هو مركز بطرف عينه الي تقويرة البلوزة – تحت بالطو التمريض – و هي تقول له:: هم يا جمل
و مقطع اخر بيوضح العسكري باشا و هو بيفرك اصبع السبابة و الابعام و هو بيتحدث في التليفون و بيقول عشرة عشرين الف مش مهم .. المهم الطعون تنفع و توقفوا الانتخابات الزفت دي
و تستمر الموسيقس التصويرية بصوت عالي توضح العسكري باشا من الخلف و هو واقف امام صوان داخل النادي الكبير و الدنيا حر موت و الناس كتير داخلين و خارجين و صوت ميكرفوني يعلن نجاح انعقاد الجمعية العمومية و رفض الميزانية الملوخية
و صورة الكاميرا تقترب من جانب وجه العسكري يظهر غضب شديد و خيوط العرق و جفاف الشفاه واضحة تماما و بيحاول يتكلم في الموبيل عدة مرات
يظهر صوت : هاتف المشترك الذي طلبته غير متاح حاليا – حاول الاتصال في وقت لاحق
تيري تيري تييييت – تيري تيري تييييت
يترك الرقم الغير متاح و يتصل برقم اخر و يرد صوت أجش و صوت الطرقعة علي القفا …..مع شتائم ميري تحاوطه
ايوة يا عسكري بيه … ولاد … ( قطع رقابي ) نجحوا و كملوا الجمعية و الفلوس راحت يا سعادة البيه و المواقع وقعت و السوبيج راح في الاناناس يا ياشا … و كمان شوية حيخشوا يصوتوا – اللهي يصوتوا عليهم بدري و الندي بيجري
يبعد العسكري … الموبيل عن ودنه … و يختفي الموبيل من علي الشاشة و لكن الصوت الأجش مستمر و يقول
ما تزعلشي يا باشا … بكرة فيه طعون و دعاوي و مش حنسيب حقك و رملك و زلطك و اسمنتك يروح هدر احنا حنوريهم ليالي سودة – شرعية ايه و مهلبية ايه – يعني ما حزأقتهمشي الشرعية دلوقتي .. بكرة نشوف يا باشا مش حنسيبهم و لا حيهد ي لي بال الا و انت متسلطن علي الكرسي
الو … الو … يا عسكري بيه
يخرج العسكري من صمته و يعيد الموبيل الي فوق أذنه بعد ما يغلق الخط باستخدام خاصية الريجيكتت
و يمشي داخل احد الأزقة بخطوات بائسة و يدخل في ظلام تدريجي و لا يظهر منه الا – دغششة – توضح انه مازال يمشي ليختفي نهائيا في الظلام
و ينزل اسم الفيلم
جعـــــــــــــــعلوني مظلـــــــــــــــــــــلما
انتظروا قريبا قنبلة الانتاج الأدبي الفني المشترك و المفتخر رائعة الكاتب احسان عبد القدوس
أنف و ثلاث خروووم
