
كتب:reporter
نواصل الجزء الثاني من الحديث عن احد ابطال المقاومة الشعبية بمدينة الاسماعيلية و نجم كرة القدم السابق الكابتن جمال النونو
راجع الجزء الاول
ونواصل …. كان النصر الكبير لمصر و العرب في 6 أكتوبر و في اليوم التالي كتائب الصاعقة تعبر قناة السويس و منهم العريف جمال النونو و كانت المهام تنحصر في احتلال نقاط من تمركز العدو و الاستيلاء عليها في انتظار المداد و من ثم الانتقال الي نقاط اخري في عمق خطوط العدو و اصيب الكابتن جمال النونو باصابة شديدة في ظهره بسونكي سلاح احد الصهاينة في تامين تقدم احد الوحدات العسكرية لعلاج ثغرة الدفرسوار و تم نقله للعلاج بأحد مستشفيات العاصمة و عاد سريعا للمشاركه مع زملاءه الصاعقة
و استمر العريف جمال النونو في اداء مهمته الوطنية و في نهاية عام 1974 كان خروجه من الخدمة و لكنه استمر في مدينته الإسماعيلية انتظارا لقوافل العودة لاهالي الاسماعيلية من التهجير و ما يلزم ذلك من أمور تستلزم وجود عدد من لديهم خبرة في المجال العسكري
و عن ذكرياته مع كابتن الدراويش الأسطورة رضا .. يتذكر انه كان نجما يلمع دائما خارج و داخل الملعب و كان يتمني الحديث معه و لو لدقائق و عندما وجد نفسه في نفس الملعب معه – لم يكد ان يصدق نفسه و في احد مقابلات الفريق الأول مع فريق الصاعدين او السكند كما كان يطلق عليه – فاز فريق الصاعدين علي الفريق الأول و تفوق في تلك المباراة ميمي شكشوك و عوض و النونو و تلقوا اشادة من كابتن الدراويش رضا
و كان يجلس الاسطورة رضا بكل تواضع و روعة مع اللاعبين الكبار علي قهوة المثلث و قهوة حسن وهبة في تجمع يضم اللاعبين الصغار و يتحدث معهم بلا فارق بين كبير و صغير و ينقل خبراته الي اللاعبين الصغار و كيفية اداء جملة شاهدها في مبارياتهم بطريقة افضل من الناحية الفنية
اما عن يوم رحيل الكابتن رضا – كان عدد من لاعبي الاسماعيلي يقيمون في شقة والد الكابتن النونو في الدقي و منهم الكابتن العربي و ذهب الجميع ليلاقوا باقي لاعبي الدراويش لمواجهة فريق الزمالك في تكريم مدافع الزمالك رأفت عطية و التي انتهت بتعادل الفريقين 1-1 و احرز هدف الدراويش الكابتن رضا و سافر الجميع الي الاسماعيلية و لكن رضا سافر الي الاسكندرية مع صديقه ايهاب علوي
و يقول الكابتن النونو انه عاد الي الشقة في الدقي و في الصباح كان يقف في البلكونة بالدور السابع و سمع بائع الصحف يصيح بعلي صوته و يقول: وفاة لاعب الكرة رضا … فلم يصدق النونو ما سمعه و حاول ان يستدعي بائع الجرائد و الذي كان يلتف حوله الناس لشراء الجرائد و حاول النونو ان ان يصرخ و لكنه فقد صوته او لم يدري ما يقول من هول الصدمة و لكن وجد نفسه يقفز سلالم السبعة طوابق ليجد بائع الصحف و هو مازال يصرخ : وفاة لاعب الكرة رضا – و اشتري النونو الجريدة و التي لم يصدقها الا بعد ما اتصل هاتفيا بمعارفه في الاسماعيلية ليؤكدوا له الخبر المشئوم
أما الكابتن العربي – رحمة الله عليه … فيقول عنه الكابتن النونو انه كان كتلة من المهارات و موهبة لم و لن تتكرر في الملاعب المصرية او الدولية و كان ذو موهبة خارقة في المراوغة و التمرير و كان يتحكم بالكرة و كانها بين أصابع يديه و كنا نستمتع بمشاهدته بأوقات خارج المران و بحركات فنية لا يمكن لأحد غيره ان يؤديها و لديه مرونه نادرة في كل عضلات جسمه و يوظفها جيدا في خداع و مراوغة الخصم و عندما كنا نتحدث معه و نسأله : عملتها أزاي .. كان يشير بإصبعه الي السماء و كأنه يقول إنها موهبة ربانية من الله سبحانه و تعالي
و يقول الكابتن النونو ان موهبة الكابتن علي أبو جريشة كان لا يمكن ان توصف و لا يمكن ان تحتويها أوصاف الا بمجرد الرؤية و الاستمتاع بها … و هو زميل مشوار طويل معا و كان كابتن الفريق الذي يضم الكابتن علي ابو جريشة لمدرسة النجاح الاعدادية و كان مشاهدي و عشاق كرة القدم يحرصون علي متابعة اخبار فريق مدرسة النجاح و مشاهده مبارياته و تدريباته و كان الكابتن ابو جريشة يقدم تابلوها رائعا من الفنيات و التهديف و التعاون بينه و بين سليل عائلة ابو جريشة في أروع صورة و كانت الأهداف التي يحرزاها حديث الجماهير لفترة طويلة
و كانت الصداقة بين الكابتن النونو و الكابتن علي ابو جريشة داخل و خارج الملعب وكان تمتد الي الامور العائلية و هو ما انعكس علي التفاهم التام بينهما في الاداء الخططي داخل كرة لقدم و كان يتوقع ان يكون ثنائيا مدهشا من الثنائيات التي كان يشتهر بها الاسماعيلي طوال تاريخه
اما عن الكابتن شحته ,,فيقول الكابتن النونو أن شحته كان كابتن بمعني الكلمة كان يؤدي في الملعب بمنتهي الجدية و الإخلاص و كثير التحرك و التركيز الفني و هو ما جعله ماكينة أهداف سواء بإحرازها او صناعتها و كان أشبال النادي يحرصون علي مشاهدة الكابتن شحتة و يحفظون كثير من تحركاته و مهاراته الفنية و كانوا يسمونها باسمه و خطط اللعب الخاصة به و يتذكر النونو مباراة الاسماعيلي و الترسانة الكبير في ذلك الوقت و كيف أدي الكابتن شحتة و زميله رضا المباراة كأفضل لاعبين يمكن ان تراهما عينيك و بصرف النظر عن نتيجة المباراة التي انتهت لصالح الدراويش باربعة اهداف نظيفة و جاءت كلها بالشوط الثاني و في ربع ساعة امام خصم عنيد مثل فريق الترسانة و سجل رضا ثلاث أهداف و شحتة هدف واحد و كانت جملة الاستعراض للمهارات للاعبي الاسماعيلي بعد الهدف الرابع و الذي كان في الدقيقة 15 من الشوط الثاني و هو ما جعل نجوم الترسانة الكبار خارج الخدمة تماما و يقول الكابتن النونو انه حضر وفاة الاسطورة رضا و اثر ذلك علي صديق عمره الكابتن شحتة و طيف تحمل عبء الفريق و الاداء داخل الملعب حتي عبر الفريق الي بر الامان و اول بطولة اسماعلاية موسم 66/67
و يقول الكابتن جمال النونو انه غير نادم علي توديعه حياة لاعبي كرة القدم ,رغم انه عاشق للنادي الاسماعيلي و لكن كان لا يمكن استمر في الملاعب الخضراء و انا اري بلدي في خطر الحرب و عدوان اليهود علي مدينتي الاسماعيلية و لو عاد بي الزمان كنت سأختار توديع كرة القدم من اجل مقاتلة اليهود
