
كتب:daraweesh
تمر علينا الذكري الخامسة عشرة لرحيل الكابتن أميرو درويش – رحمة الله عليه – احد نجوم الجيل الذهبي للدراويش و الذي توفاه الله تعالي في15 فبراير 2008
اميرو درويش عثمان من مواليد الاسماعيليه من مواليد 28 ديسمبر 1936 والذي انضم الي اشبال الدراويش موسم 1955 و قصة صعود أميرو الي الفريق الأول كانت ضمن خطة لتصعيد ناشئ النادي لتعويض غياب النجوم و ذلك بعدما رحل عن الفريق كل من سيد ابو جريشة و صلاح ابو جريشة و بيضو و ذهبا لنادي القناة و فتحي نافع الي الزمالك و سيد شارلي الي الاوليمبي و غيرهم كان الدفع بالناشئين ياتي بطريقة تدريجية فكانت الدفعة الأولي من رضا و شحتة و العربي و خليل سامبو و عطية احمد و فؤاد سعودي و سليمان لافي و فكري راجح و انور ابو حديد و مصطفي يونس للعب بجوار اللاعبين الكبار مثل علي حسين الذي اصبح كابتن الفريق و انضم لاعبي مجلس البلدية مثل محمود المنسي و سيد خليفة و فؤاد جبر الله في الموسم لتالي اعتزل لاعبين كبار مثل فؤاد جبر الله و مصطفي يونس و سعودي و انور ابو حديد و علي منسي ..
و صعد لاعب موهوب اسمه اميرو ليملأ الجانب الايمن ببراعة ملفتة للنظر و نضج اللاعبين الناشئين و علي راسهم رضا و شحتة و العربي الذي اطلق عليه الجماهير و النقاد ملك الترقيص و رضا كان حديث الجماهير في كل مصر و ايضا شحتة الدينامو الذي لا يهدأ و اميرو كان طائرا في اجنحة الفريق و صاحب الدعابات التي لا تنقطع
و بجانب انهم كانوا لاعبين افذاذ بمعني الكلمة .و كانوا مجموعة متحابة بشكل كبير و لدرجة ان اللاعب أميرو كان يعتبر رضا مثالا كاملا للاعب الاسماعلاوي خلقا و فنا و موهبة .. و لكن الفريق يعاني ماليا بشكل كبير و لكنهم كانوا لاعبين قديرين للغاية و قال عنهم محمود السعدني ان اصحاب الشرابات الممزقة سيصبحون ملوك كرة القدم في مصر و ايضا نجيب المستكاوي الذي اطلق عليهم نجوم تجري علي الارض و اهتم محافظ الاسماعيلية الفريق حسن عبد اللطيف بتجميع الفرق و دعمه وظهر ناشئين جدد مثل ميمي درويش و لولو مصطفي درويش ( شقيق أميرو درويش و كان والدهما اللاعب القديم درويش عثمان ) و منعم معاطي و مثلوا دفاعا حديدا للاسماعيلي و بجانب ظهور نجوم الوسط من رضا و شحتة و العربي و اميرو و الذين كان لعبهم يشبه الاكروبات و اطلق عليهم سيرك الدراويش و نجح الفريق بالعودة الي دوري الاضواء و قدموا اروع الفنون الاسماعلاوية و اقتربوا من احرز طولة ادوري في نفس موسم صعوده 62/63 و لكن الازمة المالية جعلت رئيس النادي المهندس عبد الحميد عزت يوافق علي لعب دورة مجمعة بين اوائل المجموعتين الاسماعيلي و الاهلي الزمالك و الترسانة .. و ليواجهوا نجوم منتخب مصر من الاندية الكبيرة و جماهيرهم و ضاع درع الدوري و طار الي خزانة نادي الترسانة .. و ايضا قدموا اروع المباريات موسم64/65 و خسروا البطولة امام الزمالك بسب هدف الراحل احمد عفت الشهير
و لم ييأس النجوم الصغار بالرغم من رحيل القدوة و المثل الاعلي لاعبين الكابتن رضا في سبتمبر 165 و كان الكابتن امرو اشد اللاعبين تعلقا به و معه رفيق مشواره الكابتن شحتة و اللذان اقتربا من اعتزال الكرة و لكن تصميمهما و معه زملائهم و انضم اليهم علي ابو جريشة و محمد ابو السعود و عبد المطلب فرغلي و عبد الرحمن انوس و غيرهم و استطاعوا اهداء الدرع الاول للدوري الي الاسماعيلية موسم 66/67
و واصل الابطال و منه الكابتن أميرو -رحمة الله عليه مشوار الابداع و في محنة التهجير بالقيان برحلات المجهود الحربي و ليتوج الكابتن اميرو تاريخه الحصول علي بطولة افريقيا للاندية موسم 1969 و كان الكابتن اميرو ثالث هداف بطولة افريقيا 69 برصيد 4 اهداف بعد الكابتن علي ابو جريشة 7 اهداف و الكابتن سيد بازوكا 6 اهداف
و اعتزل الكابتن اميرو كرة القدم و لكنه لم يستطيع الابتعاد عن المستطل الاخضر و عمل مدربا لفرق الناشئين و مدرسة الموهوبين بالنادي الاسماعيلي و ايضا خارجه حيث عمل بالسعودية و الامارات و ليبيا و درب الفريق الاول للدراويش 1985/1987 و كان ذو شخصية حازمة في ادارة الفريق ويحلل الاداء الفني للاعبين بكل صراحة و نتذكر انه في مباراة الاهلي و الاسماعيلي بالقاهرة و التي خسرها الفريق 3-2 لصالح الاهلي كان عصبيا للغاية و قال كلمته التاريخية ان الاهلي احرز هدفه الاول و اللاعبين بيسخنوا … و هو تعليق خاص بالكابتن اميرو و الذي كان يغلف كلماته بالابتسام و السخرية و لكنه عاد و نظم فريقه الذي كان يضم افضل لاعبي مصر و وصل الي نهائي كاس مصر و قبل النهائي للبطولة الافريقية لابطال الكئوس .. و كان دائما ما يشعر بالحزن كونه كان قريبا للغاية من اضافة بطولة جديدة للدراويش
و لم يكن الكابتن اميرودروش لاعب كرة اومدير فني فقط و لكن كان يهتم بتفاصيل كثيرة خاصة باللاعبين القدامي و كثيرا ما نادي بتأسيس صندوق قدامي اللاعبين حتي نجحت الفكرة في نهاية السبعينات و توسط اميرو لتعيين العديد من اللاعبين القدامي و المدربين بشركة المقاولون العرب و هيئة القنال ليكونا متفرغين للابداع الكروي و اهتم ايضا باستاد الاسماعيلية و شركات الاسماعيلية و كان صاحب فكرة طلاء المدرجات و واجهات النادي باللون الاصفر و السماوي, لون فانلة الدراويش
رحمة الله تعالي و مغفرته علي الكبتن ميرو درويش الذي كان نجما في فريق الدراويش الذهبي و الذي قدم اروع ذكريات الدراويش و التي نتذكر منها انه عندما صعد الاسماعيلي الي دوري الأضواء موسم 62-63 من مجموعتين و كان اول لقاء للدراويش ضد الترسانة الرهيب بالقاهرة خسرالاسماعيلي 2-1 و في المباراة الثانية مع بني سويف انتهت بفوز الاسماعيلي 3-0
و سيذهب الدراويش الي ميت عقبة لملاقاة فريق ( منتخب مصر ) الملقب بالزمالك و بدون عقل الفريق و قلبه الكابتن رضا للاصابة و كانت الصحف تتحدث عن ( فضيحة ستحدث في ميت عقبة ) بسبب ان الاسماعيلي خسر من الترسانة 2-1 و الترسانة خسر من الزمالك 7-0
و كان تشكيل الدراويش عبد الستار و منهم معاطي و ميمي شعبان و ميمي درويش و السقا ( قادم من بور فؤاد ) يسري طربوش و سيد طرخان و سيد شارلي و اميرو و العربي و شحتة معهم المدرب علي عثمان
و اثناء دخول لاعبي الاسماعيلي ومدربهم من بوابة استاد الزمالك – فوجئ المنظمون ببعض الشباب يحملون ملابسهم ملفوفة بورق جرائد – بان اولئك الشباب هم الدراويش الذين كان لهم صيت عالي في كل انحاء المحروسة
و لم يتم السماح للشباب الا عندما رأي المنظمون ورقة صحيفة بها صورة العربي و وقتها فقط سمحوا للشباب بالدخول الي ملعب الزمالك – علي طريقة بطاقة النجم نور الشريف ( شحاتة ابو كف ) في فيلم غريب في بيتي
و بدأت المباراة بهجوم كاسح للزماك و تحمل خط ظهر الدراويش كثيرا و انتهي الشوط الاول بالتعادل بدون اهداف و هو ما اوجد الثقة في نفوس الدراويش
و يبادلوا الزمالك الهجمات بالشوط الثاني و من تمريرة ذكية يمرر العربي الكرة الي شحتة الذي يسدد قذيفة لا يراها الحارس ألدو الا في الشباك التي تتمزق من قوة التسديدة و تنتهي المباراة بفوز الدراويش بهدف نظيف و تظهر الصحف بعناوين تعلن عن المارد الأصفر الذي قهر الزمالك في عقر داره
و تألق اميرو كثيرا بالمباراة التالية علي ارض الاسماعيية أضطر مدافع المنصورة استعمال الخشونة علي اميرو لايقافه و هو ما جعل اميرو يخرج عن اعصابه و يطرد من المباراة و يخسر الاسماعيلي 2-0 علي ارضه ( كالعادة بعد التألق امام الزمالك ) بهدفين مقابل لا شئ و اضاع يسري طربوش ضربة جزاء
و في مباراة الثأر للزملكاوية في الاسماعيلية في المباراة و التي اقيمت بالاسماعيلية أبدع الدراويش ابداعا غير طبيعيا و شحتة و سجل لأول مرة في حياته لقب هاتريك و كان اسرع هدف من ثلاث تمريرات فقط هو الهدف الثاني عندما ارسل الحارس عبد الستار كرة بيده الي العربي و مررها الي رضا و من رضا الي شحته ليحرز منها هدف رائعا في مرمي الحارس ألدو و انتهت المباراة بفوز الدراويش 3-1
هكذا كان الكابتن اميرو – رحمة لله عليه و هكذا كان الدراويش
رحمة الله تعالي ومغفرته علي الكابتن أميرو دروش و غفر له و أدخله الجنة برحمته و مغفرته
