
كتب:daraweesh
يحيي موق اسماعيلي اس سي ذكري رحيل الاستاذ محمود السعدني- رحمة الله عليه
السعدني والدراويش
الاستاذ و الصحفي الكبير محمود السعدني من كبار عشاق الدراويش و هو من مواليد الجيزة في 20 نوفمبر 1928 و يعد من رواد الكتابة الساخرة في الصحافة العربية بأسلوب خاص به و كتب سيرة حياته في سلسلة ( الولد الشقي ) و غيرها ..كما اصدر كتب كثيرة تعتبر علامة من علامات الادب الساخر
وكان الاستاذ السعدني يكتب في مجال الرياضة كرة القدم بالاسم المستعار ( رجل كروي ) و كان ينحاز بقوة الي فريق الإسماعيلي و نجومه و كان يتحدي زملاءه الصحفيين في سجالات خاصة بسب انتماءه الجميل الي فريق الإسماعيلي و كان الاستاذ السعدني يعتبر النادي الإسماعيلي بمثابة ثور ة في كرة القدم المصرية و اعتمد علي اوصاف الإسماعيلي بالمهارة و الاداء الخططي لاجيال الخمسيينات و الستينات و كان علي علاقة مباشرة بنجوم الدراويش و كثيرا م كان ينتقد اداءهم قبل ان يكون حريصا علي الاشادة بهم ,, و ذلك لاكتمال العاشق الفاهم لنجوم و فريق الدراويش
لكن بالحقيقة لابد من الربط بين تفوق الفريق الاسماعلاوي و روعة نجوم تلك الفترة الزمنية .. و بين ابداعات السعدني في الكتابة عن الدراويش و هي بالقطع علاقة طردية كان تعطي جمال و صدق في الكتابة و قوة و تحدي واضح في التعبيرات .. و من الصعب ان نجد تلك العلاقة او تتكرر في فترات اخري من توافر روعة الواصف و الموصوف
عمل السعدني في بدايات حياته الصحفيه في عدد من الجرائد والمجلات الصغيرة التي كانت تصدر في شارع محمد علي بالقاهرة عمل بعدها في مجلة “الكشكول” التي كان يصدرها مأمون الشناوي حتى إغلاقها. ثم عمل بالقطعه ببعض الجرائد مثل جريدة “المصري” لسان حال حزب الوفد وعمل أيضاً في دار الهلال كما أصدر مع رسام الكاريكاتيرطوغان مجلة هزلية أغلقت بعد أعداد قليلة. و من بعدها شارك السعدني في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصر وخارجها، ترأس تحرير مجلة صباح الخير المصرية في فترة الستينات و التي شهدت مقالات و كتابات تاريخية للاستاذ السعدني و عشقه لفريق الدراويش و بشكل غير مسبوق
كانت بداية قصة الاستاذ محمود السعدني مع الدراويش عندما تم اختياره لتغطي اعياد الجلاء في مدينة الإسماعيلية و التي وقع في عشقها من اللحظات الأولي و ترجم هذا العشق بالزواج من شريكة حياته و احد فتيات الإسماعيلية و ارتبط بالمدينة الجميلة قلبا و جسدا و صار من عشاق فنون الدراويش و من اشهر عشاق النادي الإسماعيلي ,,
و يذكر التاريخ ان عندما عرض لاعبي الدراويش علي المعلم عثمان احمد عثمان , رئاسة النادي في عام 1965 .. كان أول من استشاره المعلم عثمان هو الاستاذ محمود السعدني في تولي قيادة الدراويش و رحب السعدني بالمعلم رئيسا لقلعة الدراويش و شجعه علي قبول المهمة الصعبة لرئاسة نادي يملك كل شئ من اصول كرة القدم و مهارتها و فنونها و لكن ينقصه الادارة العلمية الحديثة و من قلب محب للنادي و المدينة … فكانت ثقة الاستاذ محمود السعدني كبيرة في المعلم عثمان و كان يؤكد ان الإسماعيلي سيحصل علي بطولة في فترة قريبة جدا بعد تولي المعلم عثمان قيادة سفينة الدراويش …
و كان يتحدي الاستاذ السعدني في كتاباته ان الإسماعيلي قادم و سيحصل علي بطولة موسم 66/67 رغم كل شئ … و بالفعل كان الاستاذ السعدني علي موعد في مايو 1967 للاحتفال بصدق توقعه بحصول الدراويش علي البطولة الأولي بالفوز بلقب بطل الدوري موسم 1966/1967 …. و في ذكربطولات الدراويش كان الاستاذ محمود السعدني حزينا للغاية عندما اعلن الادي الإسماعيلي اعتذاره في يونيو 1968 , عن المشاركة في بطولة افريقيا للأندية عام 1968 و تحدث مع المعلم عثمان وقتها و لكن كان امام الإسماعيلي مهمة وطنية اهم و اكبر و هي استمرار القيام بجولات في الدول العربية و الخليجية لجمع اموال لدعم الجيش المصري ز شارك الاستاذ السعدني في سفريات الإسماعيلي خلال عام 1968 و 1969 … لكنه عاد للمطالبة من المعلم عثمان احمد عثمان بالمشاركة في بطولةافريقيا للاندية في نسختها الخامسة عام 1969 و كانت مهمة السعدني ثقيلة للغاية في اقناع المعلم عثمان و ناقش معه متطلبات المرحلة القادمة
و اكد السعدني ان الصبيان و الشباب بطل موسم 66/67 قد استوي عودهم و زادتهم محنة حرب 67 و مصاعب التهجير , خبرات فوق العادة بجانب الجولات في البلاد العربية ضمن حملة المجهود الحربي و ان فريق الإسماعيلي ان شارك في البطولة الافريقية … سيفوز بها ويهدي مصر اجمل بطولة و أغلي كأس في فترة هي الاصعب في تاريخ مصر … و بالفعل اعلن الإسماعيلي في ابريل 1969 عن مشاركته في البطولةالافريقية للاندية 1969 و ايضا تحقق توقع الاستاذ السعدني برؤية ابطال الدراويش يحملون كاس افريقيا في المباراة الختامية للبطولة في 9 يناير 1970 و الفوز علي فريق الانجلبير بطل النسختين الثالثة و الرابعة و بنتيجة 3-1 و يظل الإسماعيلي هو البطل الافريقي الأول بين كل الاندية المصرية و العربية .. و ظل الاستاذ محمود السعدني هو المناصر الحق و الجرئ للدراويش عبر اجيال و اجيال تواجدت في النادي الإسماعيلي و فرق الدراويش ,, و لكنه كان دائما محبا و عاشقا للاجيال الأول من الخمسينات و الستينات و السبعينات التي كان يراها هي الاساس في تشكيل منهج و شكل النادي الإسماعيلي الخالد ….
و توفي الاستاذ محمود السعدني يوم الثلاثاء 4 مايو 2010 عن عمر يناهز 82 عاماً – رحمة الله عليه
