
كتب:daraweesh
راجع الجزء الاول
ذكري رحيل علي أغا .. بداية عملاقة لحارس عملاق جــ 1
كانت لحظات رهيبة عاشها الكابتن علي أغا خلال الحادث المشئوم للسيارة التي كان يقودها كابتن الفريق محمد حازم و التي كتبنا تفاصيله في الفصل السابق . و كانت نتيجته خروج الكابتن علي أغا من السيارة و هي تتدهور . و سقط أغا على بعد أمتار من السيارة و في حالة صعبة و مع ذلك أستطاع من حضر و تجمع عند الحادث من إفاقته و رفع يده لطمأنة الكابتن محمود جابر الذي كان متواجد بالسيارة أو لم يدفعه الحادث إلى خارج السيارة .. و نقل الكابتن علي أغا إلى مستشفي الإسماعيلية العام. ثم نقل في الثانية صباحاً إلى مستشفي المقاولون العرب للحصول على رعاية أفضل . و رافقه الدكتور علاء عبد الحي أستاذ جراحة المخ و الأعصاب والمهندس سامح حسب الله و الدكتور أحمد فايد. كان قرار النقل السريع للحارس علي أغا إلى مستشفي المقاولون العرب فجر الأربعاء .و أُدخل غرفة العناية المركزة حيث كان يعاني من نزيف حاد و كسر في قاع الجمجمة وتهتك بأنسجة المخ و إرتشاح سائل النخاع الشوكي من الأنف و الأذن و تسرب بعض الدماء في الشعب الهوائية .و شُخص التقرير أن حالة المريض حرجة و خلال ثلاث أيام لم يحدث إلا تحسن طفيف و لكنه لم يتجاوز مرحلة الخطر. ويوم 19 نوفمبر صدر تقرير يفيد أن حالة المريض علي أغا في تحسن و بدأ في تجاوز مرحلة الخطر و تحسن في درجة الوعي.
و بدأ يتحدث مع الأطباء المعالجين له و هيئة التمريض و الأقارب و بدأ في تناول الطعام بالفم وإن كان لا يزال يعاني من كسر بالترقوة اليمني. و قد بعث هذا التقرير بعض الأمل في نفوس أسرته والحاضرين. وبعد يومين قرر الأطباء أنه لا حاجة لبقائه في غرفة العناية المركزة و يتم النقل لغرفة أخري طالما إنه يستطيع التنفس بصورة طبيعية و أصبح في حالة مرضية. و نقل يوم الثلاثاء الموافق 25 نوفمبر إلى الغرفة رقم 216 بالدور الثاني. و كان التقرير الطبي يفيد بأن حالته تحسنت بدرجة كبيرة و لا يوجد أي شكوى سوي إصابته بالالتهاب في الرئة اليمنى و شلل بسيط في عضلات العين اليمنى و ضعف في الناحية اليمنى من الجسم و وضع برنامج لعلاج ذلك ووزنه قد نقص 15 كيلوجرام لعدم قدرته على تناول الطعام. و كان يصر على من بجانبه أن يصحبه لكي يتوضأ والصلاة و لكنه لم يستطع ذلك.
ظل الكابتن علي أغا في الغرفة المخصصة له حتى السادسة من صباح الاثنين الأول من ديسمبر 1986 . و ارتفعت درجة حرارته مع ضيق في التنفس و نزيف مفاجئ في جزع المخ. ونقل إلى غرفة العناية المركزة. و بذل الأطباء جهودا كبيرة حتى يجتاز مرحلة الخطر وبعد ساعة ونصف من المحاولات , توفي الكابتن علي و صعدت روحه إلى بارئها . و عمره 29 عام و 5 أيام , قضي منها 20 يوما بين الحياة و الموت.
أقيمت جنازة الفقيد على أغا من المسجد المجاور لمنزل العائلة لمصر الجديدة في الساعة الثانية عشر عقب صلاة ظهر يوم الثلاثاء 2 ديسمبر 1986 . و قد زحفت من الإسماعيلية الآلاف للمشاركة في وداع فقيد الشباب و الرياضة و نجم الإسماعيلي . يتقدمهم محافظ الإسماعيلية الدكتور عبد المنعم عمارة و المهندس صلاح حسب الله نائب رئيس الإسماعيلي و النائب أحمد أبو زيد و بقية أعضاء مجلس إدارة الإسماعيلي . كما شارك في الجنازة حشد كبير من المسئولين والرياضيين و اللاعبين و جماهير الكرة المصرية يتقدمهم العميد جلال إبراهيم مندوباً عن رئيس الجمهورية .
وسط الحزن العميق. و سيل الدموع يتدفق , تحرك الجثمان الطاهر تحوطه نداءات ( الله أكبر .. الله أكبر ) . و قد قطعت جنازة الفقيد العزيز المسافة ما بين دار المناسبات بمصر الجديدة إلى مكان تقبل العزاء و الذي يبعد حوالي 500 متر في ساعة تقريبا. بسبب أمواج البشر التي تشبثت بالجثمان . حتى أودع بالسيارة التي أقلته إلى مدافن الأسرة بمنطقة المرج.
و سارت السيارة وسط موكب كبير تحوطه السيارات من كل جانب . أخترق شوارع القاهرة حتى المدافن و كان في استقبال الجثمان زملاء الفقيد و جماهيره و أسرته.
