
كتب:daraweesh
ينعي موقع اسماعيلي اس سي وفاة الكابتن مجدي كامل احمد حسين .اللاعب الدولي و لاعب نادي السكة الحديد و الاسماعيلي السابق و رحمة الله عليه
و كان الكابتن مجدي كامل من مواهب كرة القدم الرائعة و المبدعة في مصر .و هو ما دعى بالنادي الاسماعيلي للاستعانة بمجدي كامل لتدعيم الفريق الاول خلال مشوار الاسماعيلي في بطولة افريقيا موسم 1970/1971 و ايضا تم تدعيم الاسماعيلي بالكباتن هاني مصطفي من الأهلي وفاروق السيد من الأوليمبي وإبراهيم الخليل والحملاوي من الترسانة وطه بصري من الزمالك وبهاء غريب من السويس.و كان اول ظهور لمجدي كامل مع الاسماعيلي في دورة الصداقة في تونس و التي احرز الاسماعيلي كأس البطولة في نهاية اغسطس 1970 و كان الهر الساحر علي ابو جريشة معجب بطريقة و اداء مجدي كامل و يرشحه ليكون افضل مهاجم بمصر . و حرص مجدي كامل علي المشاركة في مهرجان اعتزال الهر الساحر ابو جريشة في اغسطس 1979.
و للكابتن مجدي كامل موقف جدير بالذكر مع نجم الاسماعيلي الراحل محمد حازم , رحمة الله عليهما و بدأت صداقتهما باحتكاك بينهما في مباراة بين الاسماعيلي و المقاولون العرب في ديسمبر 1978 , بعد انتقال مجدي كامل الي المقاولون و فاز الاسماعيلي بهدفين دون رد لعلي أبو جريشة و أسامة خليل , و اثناء حدث احتكاك بين حازم و مجدي كامل و الإثنان من ابناء حي شبرا وقال مجدي كامل لحازم : مش حأخليك تمشي في شبرا تاني.
فما كان من أبو جريشة أن صرخ في مجدي كامل و هو صديق له و قال له : لو جدع .. تمد إيدك عليه ! و يطرد حكم المباراة عبد الرؤوف عبد العزيز , مجدي كامل … و عقب المباراة أنتهي الأمر بالتصالح بين مجدي كامل و حازم و أصبح صديقا له و أول نصيحة له كان ضرورة إتباع خطوات الهر الساحر علي أبو جريشة, لو أراد أن يكون لاعبا دوليا و قال له ان ذلك يتطلب أن يكون أفضل من لاعبي الأهلي و الزمالك بمرة و نص! ليفرض تواجده بالمنتخب القومي و أيده الكابتن أبو جريشة في تلك المقولة.
و اتذكر مباراة للاسماعيلي و السكة الحديد في ديسمبر 1974 و انتهت بنتيجة 1-1 و احرز للاسماعيلي عادل ابو جريشة د 20 و بعد ان راوغ ابو جريشة لحارس و مدافعي السكة و وضع الكرة باقتدار في المرمي الخالي … تعادل للسكة مجدي كامل قبل نهاية المباراة بعشرة دقائق بمجهود فردي و تصيبة رائعة علي حدود 18 ياردة . و كان الهدفين في منتهي الروعة و الجمال و سمعت الجماهير تقول واحدة بواحدة من روعة هدفي ابو جريشة و مجدي كامل
مجدي كامل مع فريق السكة الحديد و هو الثاني من اليسار جلوسا
و ينعي الكابتن مجدي كامل , صديقه الكابتن ابراهيم السمني و كتب :
مات أحد أمهر لاعبي كرة القدم المصرية خلال الخمسين سنة المُنقضية
مات مجدي كامل نجم السكة الحديد والإسماعيلي والمقاولون
قصة اول لقاء معه عام ١٩٦٣،وآخر لقاء في ٢٠٢٢
في عام ١٩٦٣ وعندما كان عمري ١١ سنة التحقت بمدرسة كرة القدم بنادي السكة الحديد والذي كان يقع في منطقة شبرا حيث كنت أعيش ، ولكن بعد فترة وجيزة تقرر نقل النادي وحتى يتحدد المقر الجديد تقرر ان تتدرب فرق النادي في نادي مرفق مياه القاهرة بالعباسية وبناء عليه كان لزامًا عليّ ان اركب الترام ذهابًا وإيابًا للذهاب لتدريبات النادي مماكان يكلفني قرشين صاغ في هذا الوقت، ونظرًا لضيق الحالة المادية قررت الإنقطاع عن التدريب والاكتفاء بلعب الكرة الشراب في الشارع، ولكن بعد إنقطاعي عن التدريب إسبوع واحد واذا بالكابتن سيد صالح -والذي كان مسئولًا عن مدرسة الكرة مع الكابتن جمال عطاطة- اذا به يحضر لمنزلنا في شبرا ليعرف سبب انقطاعي عن حضور التدريبات ، وعندما علم انه سبب مادي أعطاني قطعة ورقية ذات الخمسة قروش وقال لي” بكره تيجي التدريب علشان جايب لك فرود هيشهرك ، إنت بس تباصي له وهو هيجيب إجوان”
وبالفعل ذهبت في اليوم التالي للتدريب ووجدت هناك فرود جديد قوي البنية عريض المنكبين ، لقد كان مجدي كامل ! وفي هذا اليوم أحرز مجدي عشرة أهداف من عشرة تمريرات كلها لي حيث كنت ألعب في خط الوسط، وكان هذا أول لقاء لي مع مجدي كامل ومنذ هذا اليوم أصبحت ومجدي كامل صديقين حميمين خاصة انه كان يسكن في حي شبرا في منطقة طوسون ٢٤ شارع البلقيني وكنت أنا اسكن أيضًا في شبرا منطقة الخازندار ١٦ شارع الحافظية!
بعد ذلك تدرجنا معًا في فرق الناشئين في نادي السكة الحديد حتى لعبنا للفريق الاول للنادي ونحن تحت ١٨ سنة ، ولكن للأسف في إحدى مباريات الدوري الممتاز امام الترسانة أُصيبت ركبتي إصابة ترتب عليها إعتزالي كرة القدم في سن ٢٤ سنة! بعدها أكمل مجدي كامل المشوار وأصبح من أخطر مهاجمي مصر ولعب للإسماعيلي والمقاولين ومنتخب مصر، أما انا فبعد اعتزالي سافرت لليابان عام ١٩٧٦ حيث كان يعمل والدي ، ومنذ ذلك الوقت وانا أعيش في اليابان ولكني كنت-ومازلت- حريص على زيارة مصر كل سنة وفي كل زيارة كنت اتقابل مع مجدي كامل وأسعد بلقائه، وطوال هذه السنين الطويلة كانت علاقتي متصلة واتصالاتي دائمة مع مجدي كامل. ومنذ سنوات قليلة مرض مجدي وأصبح قليل الحركة ولكنه كان محتفظًا بشخصيته القوية وذكائه، وفي العام الماضي ٢٠٢٢ وبالتحديد في شهر اغسطس وكعادتي زرت مصر وكعادتي أيضًا إتصلت بمجدي كامل لنتقابل فطلب مني الحضور لمنزله واصطحابه لنادي السكة الحديد وهناك تقابلنا مع نخبة جميلة هم أصدقاء ورفاق الملاعب منهم الكباتن القزاز وابراهيم فرحات ومجدي إمام ويحي الجمل وعصام أمان واحمد عبد الفتاح والكابتن وفائي حشيش نجم نادي الترسانة السابق، وبعد ان تحدثنا وضحكنا واكلنا همس مجدي كامل في أذني قائلًا ” عاوز امشي ياسمني” وبناء على رغبته أنهينا الجلسة بعد ان استمتعنا جميعًا واصطحبت مجدي الى منزله في مدينة نصر وبينما نحن في المصعد لاحظت أنه يفكر بعمق فقلت له مُداعبًا “بتفكر في إيه ياكبير” لكنه لم يُعقّب وماأن وصلنا باب شقته وإذا به يُخرج مفتاح الشقة من جيبه وبكل ثبات – رغم اشتداد المرض عليه- فتح باب الشقة ثم نظر لي وعيناه تغوص في أحزان عميقة ثم قال لي مُلوحًا بيده” الف شكر ياسمني مع السلامة”، وكأنه كان يعلم أن هذا آخر لقاء لنا، وكأنه كان يعلم أن الستار سوف يُسدل على علاقة حميمة استمرت ستون عامًا.
اللهم ارحمه رحمة واسعة واسكنه فسيح جناتك ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.
