Connect with us

تاريخ النادي الإسماعيلي

نادي الإسماعيلية و الإعلام الرياضي عبر التاريخ

كتب:daraweesh

من الطبيعي أن تطور الحالة الإعلامية والصحافة الرياضية, قد تزامن مع بداية مسابقة الدوري العام موسم 1948/1949 و حصل كل فريق من الأندية المشاركة في البطولة و موسمها الأول, علي جزء من التغطية الإعلامية.. و من الطبيعي أيضا أن تستحوذ  أندية العاصمة و السطوة الإعلامية علي النصيب الأكبر من الكعكة الإعلامية , و يتبقي فقط الجزء الأصغر منها يوزع – بغير تساوي – علي الفرق الأخرى و خاصة الإقليمية من خارج العاصمة القاهرة و الإسكندرية … و الحقيقة أن الاسماعيلي كان يحتاج تغطية إعلامية فاهمة و واعية  و خاصة انه لم يكن صاحب ألقاب أو كئوس مسابقات رسمية أو غير رسمية بوفرة مثل الأندية الأخرى.  و بطبيعة الحال كانت هناك أندية لها حظا كبيرا في الإعلام الرياضي و عناصره التي توفرت لبعض الأندية لكي تنتشر إعلاميا و صحفيا

لكن استطاع فريق الاسماعيلي أن يستقطع لنفسه الجزء الذي يستحقه من الإعلام الرياضي من السنة الأولي للمسابقة .. و ما قدمه الاسماعيلي في الموسم الأول من مسابقة الدوري العام  1948/1949 .كان يعتبر بلغة الصحافة ( فرقعة ) بصورة لم يتوقعها احد علي الإطلاق و خاصة عندما استطاع في الموسم الأول الفوز علي الزمالك ذهابا و إيابا 2-0 و 2-1  و الفوز علي الأهلي و الاتحاد السكندري و الترام و السكة و المصري .. و هي أندية كانت ذات شهرة كبيرة في مجال كرة القدم قبل مسابقة الدوري العام.. و لتصل ( الفرقعة الصحفية ) إلي قمتها   بمناسبة وصول الاسماعيلي إلي مباراة فاصلة  مع نادي الترسانة علي المركز الثاني بجدول المسابقة حيث حصل الفريقان علي رصيد 25 نقطة لكل منهما و بعد النادي الأهلي صاحب المركز الأول برصيد 29 نقطة  .. و كان اللجوء إلي مباراة فاصلة – حدثا – ليس جديدا علي الكرة المصرية فحسب و إنما يحتاج تقنين و شروط خاصة به .. و لم يتم اللجوء إلي فارق الأهداف رغم أن الاسماعيلي  كان يتفوق برصيد 23 هدف 0- بينما الترسانة كانت برصيد 22 هدف – بل يمكن القول أن عملية فارق الأهداف لم تكن معروفة أو لم تكن علي بال المسئولين من البداية .. حيث كانت أول مباراة فاصلة لتحديد مركز , تلك التي أقيمت بين الاسماعيلي و الترسانة بالسويس في 24 يونيو 1949 و كانت الدورة  الثلاثية لتحديد الفريق الهابط إلي الدرجة الأولي في نفس الموسم بين أندية اليونان و  الترام و بور فؤاد و انتهت بهبوط الترام.

نتصور إننا أسهبنا في موضوع المباراة الفاصلة بين الاسماعيلي و الترسانة .. ولكن ذلك بغرض معرفة تواجد الاسماعيلي و فرض اسمه علي الصحافة الرياضية لفترة ما قبل المباراة و حتى أن أحداث المباراة نفسها  ساعدت علي زيادة التغطية الإعلامية  عن الاسماعيلي و الذي شارك أيضا في مباراة غير مسبوقة بين منتخبين يمثلان الفرق الأربعة الأولي بجدول المسابقة 48/49 كاحتفالية بنهاية الموسم الرياضي … و لكن أداء الاسماعيلي  من البداية و قبل المباراة الفاصلة كان مميزا للغاية وتحدثت عه الصحافة الرياضية بوضع خاص و أطلق عليه أول الألقاب الخاصة به و هو فريق ( الكوماندوز )  و كانت البداية من جريدة تصدر تحت أسم الأساس وعلى صفحاتها أطلق الصحفي طلبة صقر على الإسماعيلي لقب الكوماندوز. وبالفعل كان الإسماعيلي فريق قوي لا ينهزم بسهولة وعلى أرضه على وجه الخصوص، حيث كان بالفريق إخلاص وجدية لا نظير لها مثل عوض عبد الرحمن وعلي لافي وأنور أبو حديد وعلى عمر وغيرهم من المواهب المتفوقة بجانب الرجولة والأخلاق العالية . كل تلك الأمور كانت خاصة للغاية بالنادي الاسماعيلي و ساعدت,  بل فرضت اسم النادي  إعلاميا و حولت الشكل الذي كان يتعامل به الإعلام الرياضي من حالة ( استغراب  أو إعجاب ) إلي حالة من التغطية الإعلامية المحترفة عن فريق الاسماعيلي و نجومه و خاصة قبل نهاية موسم 1948/1949 ,,كان نجوم النادي الاسماعيلي في قائمة المنتخب القومي أو الأهلي كمان كان يسمي في ذلك الوقت .. فتم مشاركة علي لافي و  أنور أبو حديد و أنوس الكبير و الحارس محمد حمام و الهداف عوض عبد الرحمن في معسكرات إعداد المنتخب القومي تحت إدارة الانجليزي ايريك كين المدير الفني لمنتخب مصر  في ديسمبر 1948.و تواجد عوض عبد الرحمن و سيد أبو جريشة و سيد شارلي وعلى عمر و أنور أبو حديد و على حجازي للمنتخب المصري القومي و منتخب الجيش.

علي لافي كابتن فريق الكوماندوز

حتى أن كابتن الفرق على لافي (مواليد 23 يناير 1923 ) تم استدعاءه للمشاركة في أولمبياد لندن 1948 ثم أولمبياد وارسو 1952 و لكن لسوء حظه كان مصابا في المرتين. و كان يصر على تواجده الأستاذ محمود بدر الدين لما كان يتميز به على لافي من قوة الشخصية و لاعب خططي من الطراز الأول بمركز ساعد هجوم أيسر ثم ساعد دفاع أيسر.

بالفعل كانت البداية الهامة والمهتمة من  الإعلام الرياضي بتركيز مهني من الموسم الأول لموسم الدوري 48/49  لفريق الاسماعيلي.

و لا يمكن أن نترك الإشارة إلي الإعلام الرياضي قبل بداية الدوري عام 1948.. و نستطيع القول أن المساحة التي كانت تخصص بالصحف و المجلات قبل الدوري,  كانت محدود للغاية و لم تحقق أية انتشار للأندية الرياضية من خارج العاصمة علي وجه التحديد إلا بصورة ضيقة للغاية و حتى أن مجلة مثل المصور  و رغم المساحة المخصصة للرياضة بها كانت كبيرة نوعا ما .. لكن كانت غير مهتمة بالأندية من خارج العاصمة  أو من الإسكندرية علي أفضل الأحوال بالجزء الأكبر من التغطية الرياضية و بالتالي لم يكن نادي الإسماعيلية يحصل علي ما يستحقه قبل بداية الدوري عام 1948 و رغم وجود نجوم غاية في الروعة و الإبداع مثل علي حجازي و احمد أبو حلاوة و بديع أبو علي و عبد الرؤوف جاد و الذي أطلقت عليه الصحف لقب (تتش الإسماعيلية) و تشبها لعملاق كرة القدم كابتن محمود مختار التتش والذي تم اختياره ضمن أحسن احد عشر لاعبا في أولمبياد أمستردام عام 1928. و كمثال صارخ عن التجاهل الاعلامي .. لم يظهر و لو خبر صغير عن افتتاح المقر الجديد للنادي في 13 ابريل 1947, رغم  اهمية الحدث و الحضور من اتحاد الكرة و مندوب القصر الملكي و الحكومة .. لم يكتب اي خبر في كل الجرائد او المجلات الرسمية او حتي الخاصة مثل البلاغ و المقطم و المصري و غيرها  !!!! 

لكن يمكن اعتبار ظهور جرائد رياضية مختصة , كحدث استثنائي خاص بالإعلام الرياضي  و صدور المجلة المصرية الرياضية الأولى بعنوان ( المضمار) في أول عدد لها نهاية أكتوبر 1921 بإصدارها الرشيق والرائع بالأبيض والأسود لصاحبها الصحفي اللبناني أسعد خليل داغر من مواليد كفر شيما ( 1860 – 1935 م ) كانت مجلة المضمار تنشر في كل عدد أخبار تفصيلية من الإسماعيلية وبورسعيد وشبين الكوم وكفر الشيخ وكل أنحاء مصر وحتى من عطبرة السودانية .. حيث كان لهم مراسلين يعملون بكل جد واجتهاد لتغطية الرياضة في كل إنحاء المحروسة. ولعل أول وأقدم الأخبار التي نشرت عن النادي الإسماعيلي في بدايته -تحت مسمى نهضة الشباب المصري- نشرت في مجلة المضمار. و تعتبر حالة ( مجلة المضمار ) حالة استثنائية فريدة و لم تستمر إلا اقل من عامين و بعدها أغلفت المجلة أبوابها و حرمت جموع  و محبي الرياضة من إصدار كان في غاية الروعة و النظام … لذلك يمكن القول أن الإعلام الرياضي فيما قبل الموسم الأول للدوري عام 1948 , كان محدودا و قائما بالصحف و المجلات فقط و الصحف المصرية، يرجع الفضل في إنشاء مساحة بجريدة الأهرام إلى الصحافي الرياضي إبراهيم علام، الشهير باسم جهينة حيث كتب في الصفحة الأولى- بعدد جريدة الأهرام الصادر يوم 2 نوفمبر 1922، مقالا تحت عنوان ( الرياضة البدنية والصحافة المصرية) يناشد فيه الصحيفة تخصيص مساحة ثابتة للرياضة، وبالفعل وافق رئيس التحرير على طلبه، وبدأ علام في إعداد زاوية الألعاب الرياضية، وكان يوقع فيها مستخدماً أسم جهينة. وإستمر الأستاذ إبراهيم علام في إبداعاته ولكن ظلت زاوية ( الألعاب الرياضية ) محدودة المساحة وغير ثابتة الظهور اعتمادا على الأحداث الأخرى الهامة في صفحات الصحف و بالتالي لم تكن كافية لحصول الاسماعيلي علي حقه الإعلامي بطبيعة الحال .. لكن مع بداية الدوري العام موسم 48/49 و ما قدمه الاسماعيلي في أول مشاركة له ..

 الكابتن محمود بدر الدين

و من بعدها بسنوات قاlت ثورة يوليو 1952 .. و زاد الاهتمام بالشباب و الرياضة و التي بدأت تزحف إلي البرامج عبر الراديو المذياع و مع تواجد الأستاذ نجيب المستكاوي وظهور رواد الإعلام الرياضي المسموع مثل الأستاذ محمود بدر الدين المعلق الرياضي في الإذاعة المصرية ودخول التليفزيون ومع المعلق الشهير محمد لطيف وزملائه. حدث تطور كبير للاعلام الرياضي  مع كل الأندية المصرية و منها النادي الاسماعيلي ……. لكن حدث ما عكر كل ذلك !!!!

كيف .. نترك ذلك للجزء الثاني من الدراسة

بقلم الدراويش