Connect with us

تاريخ النادي الإسماعيلي

نادي الإسماعيلية و الإعلام الرياضي   عبر التاريخ جــ2

كتب:daraweesh

 هبوط اضطراري للدراويش رياضيا و إعلاميا

 ذكرنا في الجزء الأول أن فريق النادي الاسماعيلي استطاع الحصول علي ما يستحقه إعلاميا ,بمجرد المشاركة في الدوري العام  بموسمه الأول 1948/1949  … و ذلك نتيجة الأداء القوي و تواجد لاعبين  و نجوم بالفريق أفضل من زملائهم بالأندية الأخرى و فلز الاسماعيلي علي أندية شهيرة و تحتل المراكز الأولي في الإعلام الرياضي .. و زاد من شهرة الاسماعيلي إعلاميا , وصوله إلي مباراة فاصلة مع نادي الترسانة لتحديد صاحب المركز الثاني بجدول المسابقة و هو ما جعل الإعلام يستغل تلك الحالة الدرامية من التنافس الهام في زيادة شهرة النادي الاسماعيلي إعلاميا

و بموسم 1948/1949  حصل الاسماعيلي علي المركز الثالث بعد مباراة فاصلة مع الترسانة كما ذكرنا من قبل . و في نهاية موسم 49/50  حصل الاسماعيلي علي المركز الرابع .. أما موسم 50/51 عاد الاسماعيلي إلي المركز الثالث و موسم 51/52  الغي بسبب المشاركة في الاولمبياد .. و نتوقف هنا .. حيث كان الاسماعيلي في مستوي فني رائع و احتل مكانه رائعة في الإعلام الرياضي بسبب نتائجه المميزة مع الفرق الكبرى و تألق نجوم الفريق  مثل عوض عبد الرحمن و سيد شارلي و سيد أبو جريشة . و مسيرة أولئك النجوم بالمنتخبات المصرية المدنية و العسكرية… لكن ظهرت بوادر انتكاسة بإلغاء موسم 51/52 .. ثم من بعده تأخر بداية موسم 52/53 في منتصف  نوفمبر  1952 … بسبب قيام ثورة يوليو  1952  و رحيل بعض أعمدة الفريق من النجوم مثل سيد شارلي و عوض عبد الرحمن و آخرين و رغم ظهور مواهب أخرى مثل عبد القادر بيضو و صلاح أبو جريشة و فتحي نافع و دميان .. لكن ساءت النتائج و  تأخر ترتيب الاسماعيلي إلي المركز 9 بنهاية الموسم واصبح الاسماعيلي مهدد بالهبوط و معه نادي الترام و بور فؤاد  و لكن نجا الاسماعيلي من الهبوط  بخوض دورة ثلاثية  و هبط فريق بور فؤاد في النهاية

و في موسم 53/54 .. عاد الاسماعيلي إلي الأداء الجيد و قفز إلي المركز الرابع بنهاية الموسم … و انعكس كل ما سبق علي المساحة الإعلامية التي كان يحتلها الاسماعيلي و اختلف الحال إعلاميا مع الاسماعيلي من موسم إلي أخر من مواسم 49/50 و 50/51 و 52/53 و 53/54 …

و تحدث أزمات مالية بالنادي الاسماعيلي و تؤثر علي شكل الفريق و النادي إعلاميا بصورة سلبية … و بعدما كان  الاسماعيلي هو الفريق الذي لا يقهر و يحرم الهزيمة علي ملعبه و هو فريق الكوماندوز البطل و المغوار  .. أصبح الاسماعيلي .. في نظر الإعلان نادي يحتاج التبرع و يستحق الشفقة و المساهمة المالية من الأندية القادرة ماليا و من المؤسسات الحكومية .. انقلب الحال من النقيض إلي النقيض في الصورة الإعلامية و هو ما يمكن اختصاره في ما نشر يوم 6 فبراير 1952

نشرت جريدة الأهرام المقال التالي

 

لننقذ نادي الإسماعيلية الرياضي

وقفت الحركة في نادي الإسماعيلية الرياضي و قطعت عنه المياه و النور و هجره عماله, فأمسي جسدا بلا روح, بعد أن كان عروس الأندية و رمز نشاطها في الفصلين الماضيين.

 استغاث النادي و صرخ و أستجدى و أستعطف و لكن صيحاته ذهبت سدى للأسف .

فهل يموت بين صفوف أنديتنا ناد كان إلى الأمس القريب شعلة من النشاط.. و هل تطفأ شعلة الحماس من قلوب إدارييه الذين ضحوا بأموالهم و جهودهم في سبيل تكوينه , درة تزين جبين نهضتنا. هل يحدث هذا و في مصر أندية كبيرة و رياضيون أوفياء و وزارة الشئون الاجتماعية ترعى الحركة الرياضية. و لجنة أهلية تعمل في ظل تكافل نظام المحافظة على كيان المؤسسات الرياضية , و شعب كريم كثيرا ما ساهم في إحياء كل أمل أو تضعضع .

انه لا يحدث هذا و لن يحدث في مصر حتى لو كان هذا النادي أجنبيا يعيش في نهضة مصر الرياضية. لهذا نحن نرجو من وزارة الشئون الاجتماعية عملا سريع لدراسة حال هذا النادي و تدراك ما يمكن تداركه. و نرجو من سعادة محمد طاهر باشا  رئيس اللجنة الأهلية أن يصرخ صرخته لإنقاذ ترض الاوليمبي , و نرجو من اتحاد  كرة القدم و علي رأسه رجل العزيمة و الهمة معالي محمد حيد باشا أن ينقذ الموقف .

كما نرجو من أندية مصر جميعا  أن تسرع في المساهمة بأي مبلغ وقتي لإسعاف هذا النادي ة نتقدم إلي الرياضيين جميعا في أنحاء البلاد أن يكتتبوا بما يستطيعون لهذا النادي و أن قرشا واحدا من جيب كل رياضي لجدير بان يغرق هذا النادي بما يسد حاجته و يعيد إليه الحياة , فقد اشرف علي الخراب  علي غير إرادة كضحية رياضية أولي للظروف الحاضرة.

و إني أبدا بنفسي فأكتتب بجنيه مصري  لهذا الغرض و انتظر من كل رياضي أن يسرع بالنجدة , و ما خاب يوما رجاء مؤسساتنا في شجاع الرياضيين .

و لكن عاد الأستاذ ابراهيم علام و كتب في 8 فبراير 1952

معجزة الإسماعيلية

شاهدنا عند زيارة الإسماعيلية أخيرا , ما يجعلنا  ندهش للتقدم الكبير في مؤسسة نادي إسماعيل , الذي أتم في خلال بضعة أشهر بناء فخما جدا , فيه ما يحتاج إليه شباب هذا الثغر الجميل من ملاعب  جمانيزيوم  و صالت و غرف مختلفة للملابس و التدليك . و لهذا أصبح هذا النادي مفخرة القناة في نهضته الرياضية, و يرجع هذا إلى إخلاص القائمين بأمره. و إذا ما واصل ولاة الأمور إعانة هذا النادي فسيصبح مؤسسة قومية من الطراز الأول.

إبراهيم علام – جهينة

و في 10 فبراير 1952 نشر الأستاذ ابراهيم علام  ما يلي

 نادي الإسماعيلية يشكر..  ويوقف الاكتتاب

بعد أن نشرنا ندانا  لإنقاذ النادي الإسماعيلية و بدأت الهيئات و الأندية والأفراد تتهيأ للمساهمة في هذا الاكتتاب جاءنا من إدارة النادي , أنها تأثرت من هذه الصيحة و قدرتها ولكن القائمين بأمر النادي أخذتهم العزة , فقرروا الشكر و وقف الاكتتاب  حيث أنهم دبروا أمورهم و بدؤوا يستعيدون حيوية النادي و الذي سيبدأ حياته و نشاطه قريبا ليساهم في نهضة مصر الرياضية و في ظل جلالة الفاروق و عطفه السامي .

و ليس أمامنا بعد وقف الاكتتاب إلا أن نرجو وزارة الشئون و اللجنة الأهلية و اتحاد كرة القدم أن يبادروا في الواجب نحو هذا المادي الأبي المعتز برسالته .

 و  يمكن تحليل ما سبق من وجهة نظر أخري .. أن الاسماعيلي أصبح شهيرا و نجومه أصبحوا هدافين  لاعبين منتخب مصر و نجوم شباك … بينما طريقة إدارة النادي نفسه.ظلت كما هي (  مجلس الادارة المستمر من قبل ثورة يوليو 52 و برئاسة د.سليمان بك عيد ) …  لم تستوعب الادارة ما حدث من هبوط اضطراري  قبل بداية موسم 52/53  و الشكل الإعلامي  المتغير

و بنهاية موسم 52/53 اقترب الاسماعيلي من الهبوط .. و لم تهتم الادارة بدراسة أسباب ما حدث وقتها و لم تفهم أن السر وراء ذلك كان هو باختصار ( رحيل نجوم الفريق ) … و تستمر نفس الادارة بنفس منهجها و  يمر موسم 54/55 و الذي لم يكتمل و الاسماعيلي يحاول الصمود  ضمن المراكز المتقدمة بجدول الدوري . و لكن كما أكدنا أن طريقة الإدارة لم تتغير و لم تتستوعب كل الدروس السابقة … و أن كنا قلنا في عنوان الجزء الثاني: هبوط اضطراري للدراويش رياضيا و إعلاميا.. ليتحول الهبوط الاضطراري إلي دمار شامل بنهاية موسم 56/57

و يضيع الكثير من الزخم الإعلامي  الذي حصل عليه النادي الاسماعيلي  من بداية  موسم 48/49 ..

و يصبح الاسماعيلي مادة  للدراما الحزينة   !!!! و بالتالي غابت الكثير من الأخبار و الإعلام  حول الاسماعيلي !!!!

 لماذا … سنحاول الإجابة  في الجزء الثالث

بإذن الله تعالى

راجع الجزء الاول

نادي الإسماعيلية و الإعلام الرياضي عبر التاريخ

بقلم الدراويش