Connect with us

تاريخ النادي الإسماعيلي

يا رب اشوفك يارضا… كابتن مصر

كتب:daraweesh

لاحظت الحاجة نجية ابو حمد ,,نجلها الطفل رضا غير مهتم كثيرا بالدراسة و نادرا ما كانت تراه يستذكر دروسه و عندما عاتبته علي ذلك قل لها : يا ماما انا كل ما افتح كتاب أري من خلاله الكورة فقط

و بإحساس الام ان طفلها سيكون له شان كبير في عالم كرة القدم , قامت بالدعاء له و قالت : يا رب اشوفك يا رضا  …كابتن مصر

و نبدء الرواية من أولها

كان  فريق الدراويش علي موعد لمواجهة فريق السكة الحديد بقيادة كابتن و ساحر الدراويش  رضا و الذي كان يتعرض لأزمة عنيفة .. سنتعرف عليها بعد قليل .

ذهب الاسماعيلي الي استاد السكة الحديد في 12 مارس 1965 ,,  و كان تشكيل الفريق مكون من عبد الستار و عبد العزيز صالح و ميمي درويش  و حودة و السقا و يسري طربوش و اميرو و شحتة و العربي و رضا و ميمي شعبان

و لم يقدم الفريق الاسماعلاوي عرضا لائق و بالرغم من الفوز بثلاثة أهداف نظيفة , احرزها ميمي شعبان د 17 من ارتداد الكرة من رفعة اميرو و يتابعها ميمي شعبان برأسه في مرمي عباس صفر حارس السكة الحديد  ,   و يستغل شحتة تمريرة من الكعب لرضا و يسجل هدف الدراويش الثاني د 17 من الشوط الثاني و يسجل رضا  هدف الدراويش الثالث بقذيفة ارضية زاحفة د 40  .. بعدها يصفر الحكم محمود كامل بنهاية المباراة  بفوز الاسماعيلي بثلاثة اهداف دون رد

و يجلس رضا في وسط الملعب  .. و ينفجر في نوبة بكاء و دموع تنهمر من عيني كابتن الدراويش و ساحر الكرة المصرية

لم تكن دموع رضا فرحا كعادته بعد كل فوز

و انما كان بكاءا حارا علي  وفاة والدته الحاجة نجية ابو حمد .. صباح يوم المباراة 12 مارس 1965

و مع ذلك حبس رضا مشاعره و أصر علي مرافقة الفريق الي القاهرة و لعب المباراة

و من بعد ما اطمئن علي الفريق و النتيجة

ينفجر مشاعر رضا لفقدان والدته و سنده و اول من تنبأ له بمستقبل في كرة القدم

……………………

تذكر رضا وقتها كيف قالت له والدته : يا رب اشوفك يا رضا ..كابتن مصر

و كانت  الحاجة نجية ابو حمد ,, قد لاحظت نجلها الطفل رضا غير مهتم كثيرا بالدراسة و نادرا ما كانت تراه يستذكر دروسه و عندما عاتبته علي ذلك قل لها : يا ماما انا كل ما افتح كتاب أري من خلاله الكورة فقط

و بإحساس الام ان طفلها سيكون له شان كبير في عالم كرة القدم , قامت بالدعاء له و قالت : يا رب اشوفك يا رضا  …كابتن مصر
و تمر الايام و السنوات بكل ما فيها من احداث و جعلت من الطفل رضا , اسطورة كرة القدم  التي يعرفها القاصي  و الداني

و لكن لم تتحقق امنية الحاجة نجية … الا بعد وفاتها  … و كان حلمها  ان تري   ابنها يرتدي شارة رئيس منتخب مصر و الذي لعب له من عام 1958
و  حدث ذلك خلال تصفيات دورة الالعاب الاوليمبية ..حيث كان المدير الفني الجديد تاديش خلفا للمدرب فاندلر ,,   قرر تغيير دماء المنتخب و  استبعد رفعت الفناجيلي و الشربيني و سمير قطب و كمال عثمان و خورشيد و عادل هيكل  و لكن كان ينقص المنتخب فترة اعداد كافية و لم يلعب مباراة ودية واحدة مع المدير الفني الجديد و سافر بلا تجهيز كافي الي اوغندا
و لعب المنتخب مباراة ضد منتخب كينيا في 26 مارس 1965   و مثل المنتخب المصري رضا لحراسة المرمي و الاسناوي و ميمي درويش و ابو رجيله و محمد بدوي و فتحي بيومي و حمادة امام و شحتة و الشاذلي و حسن جبر  و كابتن الفريق رضا
و فوجئ  الجميع بان الفريق الكيني يحرز 3 اهداف دفعة واحدة و يحرز  فاروق السيد هدف لمصر د 35  لينتهي الشوط الاول الذي شهد اصابة الحارس رضا بعد استقبلت شباكه هدفين و يرفض الحكم الاوغندي  استبدال الحارس بشكل غريب و عجيب و بعد مداولات توقفت معها المباراة سمح بنزول سيد عبد الله الحارس الاحتياطي ليستقبل الهدف الثالث و ايضا اصيب حسن جبر  و في الشوط الثاني يسجل رضا هدف المنتخب المصري الثاني في اول دقيقة و مستغلا تمريرة جميلة من محمد بدوي و يضيع الفريق الكيني ضربة جزاء بتسديد الكرة  خارج المرمي د12 ويستغل حمادة امام مهارته العالية و يسجل كرة لوب من فوق حارس كينيا د 13 و تضغط كينيا و ينقذ الحارس سيد عبد الله هدفين و يصاب شحتة باصطدام عنيف مع احد مدافعي كينيا  و لم يستطع شحتة استكمال المباراة ليلعب الفريق بعشرة لاعبين  د 35 و تتأزم الامور حول الفريق المصري …. و لكن هناك الاسطورة رضا
في اخر دقيقة تحدث دربكة امام مرمي المنتخب المصري و رضا يقف قرب خط وسط الملعب في رقابة 2 من دفاع كينيا و يشتت ابو رجيلة الكرة – لتصل الي رضا و الذي يتقدم من قبل خط وسط الملعب و يراوغ مدافعين و من ارتد للحاق بهه و لكن رضا يسجل هدف مصر الرابع لمصر و يخرج الفريق المصري فائزا 4-3 و حاصد 3 نقاط حيث كانت اللوائح تمنح الفائز 3 نقاط و المهزوم نقطة و المتعادل نقطتين
و يلعب المنتخب المصري مباراته الثانية 27مارس 1965 ,  امام منتخب اوغندا بتعالي كون ان الكرة في اوغندا مازالت في مهدها و مازالت في مستوي دوري المدارس في مصر و ليس في مستوي المنتخب المصري الذي حصل علي المركز الرابع في دورة طوكيوقبل شهور قليلة
و كان الفريق مكون من سيد عبد الله و الاسناوي و الطباخ و ابو رجيلة و محمد بدوي و فتحي بيومي و حمادة امام و رضا و الجوهري و الشاذلي و فاروق السيد و هو نفس الفريق امام كينيا ماعدا الطباخ و الجوهري
و كانت الامطار لم تنقطع قبل المباراة بيوم و حولت الملعب الي بركة مياه و اوحال و  رفض حكم المباراة الكيني تأجيل المباراة 24 ساعة لاصلاح الملعب بالرغم  من طلب حاملي الرايه و مساعداه من اوغندا و مصر
و بالفعل استغل لاعبي اوغندا حالة الملعب بالركض السريع في الارض الموحلة  و التمرير الطويل و احرزوا هدف التقدم د 5 و لكن رضا يرد بالتعادل مستغلا تمريرة طولية من الشاذلي د 7 … لكن الفريق الاوغندي يزيد من استغلال حالة الملعب الموحل و يسجل الهدف الثاني د 13 و ينزل ابراهيم الخليل بدلا من حمادة امام و يحدث تعديل في خطوط الفريق و ينتهي الشوط الاول بتقدم الفريق الاوغندي 2-1 و تساعد الامطار في سوء حالة الملعب و يدك الاوغنديون شباك منتخب مصر و يسجل هدفين د 47 و 49 و الهدف الخامس الذي قضي علي امال منتخب مصر نهائيا د 80
و رغم قسوة الهزيمة و خروج مصر من تصفيات دورة الالعاب الافريقية في ليبرازفيل … لكن الكابتن رضا كان قد حقق  امنية والدته ان تراه كابتن مصر و عاد رضا الي الاسماعيلية في اخر مارس 1965

لكن الحاجة نجية قد توفيت قبلها باسابيع قبل منتصف مارس ,,,, و يلحق بها كابتن الدراويش بعدها  بستة اشهر في 28 سبتمبر 1965  .. رحمة الله عليهما

بقلم الدراويش